من الغريب جداً أن يتفق المحللون في الاستوديو الرياضي لمباراة كرة قدم على أنه يجب استبدال اللاعب الفلاني، فيقوم المدرب على الأرض بإجراء هذا الاستبدال فوراً وكأنه يسمعهم!
لا يعود الفضل في نجاح قطر في تنظيم كأس العالم 2022 إلى السلطات القطرية وحدها، بل يشاركها في ذلك شعب كريم واع، ذو أخلاق رفيعة، فهو من استقبل الوفود العالمية في الشوارع القطرية بالترحاب وحسن الاستقبال والاستضافة لتكتمل بذلك عناصر النجاح.
ضمن مونديال كأس العالم 2018، سجّل اللاعب المغربي، عزيز بوحدوز، هدفاً في مرمى فريقه، مكرّساً بذلك وضعاً مغربياً غابراً في غربته وغرابته، وكأن المغاربة لا يحق لهم الفرح لأكثر من ثلاث مباريات في كأس العالم. هل يتغيّر الأمر هذا المونديال في قطر؟
بقدر ما كان حفل الافتتاح مبهراً، والتنظيم القطري جيداً على كل المستويات، كان أداء المنتخب القطري تعيساً ونتائجه مخيبة بعد خسارته أمام الإكوادور في الافتتاح بثنائية وأمام السنغال بالثلاثة، ليخرج من البطولة قبل الجميع.
يشتم أبي كعادته خدمات هذا البلد، بينما تتحول شاشة التلفاز إلى صفحة سوداء عند نزول الأمطار في لبنان. يتساءل، من دون جدوى، عما إذا كان الوضع سيبدو هكذا عند حلول كأس العالم، فالمونديال ليس فصلاً سنوياً يكرهه كما الشتاء، إنه حدث الكوكب الذي ينتظره.
في كافتيريا حبيبي في مدينة تشنغدو في الصين، يجتمع العرب المقيمون في المدينة لتشجيع المنتخبات العربية المشاركة في مونديال كأس العالم، يجمعهم تاريخ يشتاقون له وهوية مشتركة تضمهم عبر رابط غير مرئي هو الروح.
انتقاماً منهم لاستبعادي من اللعب، تظاهرت بأني ذاهب خلف الكرة لأجلبها لهم، وبينما الفريق منشغل بفرحة الهدف، والفريق الآخر منشغل بلوم بعضه البعض، حملت الكرة، في غفلة منهم، وحملت سنواتي العشرين، وركضت مبتعداً عنهم.
لا يمكنني وصف نفسي بأنني من مشجعي كرة القدم المتحمسين، ولست من متابعي أي فريق، محلي أو دولي، لكنني حالياً أتابع جميع مباريات مونديال قطر 2022، وحريص على تشجيع كل المنتخبات العربية والأفريقية.
شاهدتُ مباريات كأس العالم لأعوام 1986 و1998 و2014 و2018. وإذا استثنينا عام 2014م، فإنّ الجامع بين الأعوام الثلاثة الأخيرة هو الرقم 8، وهو رقم الدور الذي لم يصل إليه العرب حتى اليوم! هل يكسرون هذه القاعدة في مونديال قطر 2022؟