استمع إلى الملخص
- بعد أن اقترب الخطر من حي النصر، توجهنا إلى الجنوب بحثاً عن الأمان، حيث كانت الرحلة مليئة بالرعب والتعب، ووجدنا ملجأً مؤقتاً عند أقاربنا.
- في جامعة الأقصى بخانيونس، وجدنا بعض الهدوء بعيداً عن القصف، لكن الظروف كانت صعبة للغاية، وحاولنا التكيف مع الوضع الجديد منتظرين نهاية الحرب.
من الطبيعي جداً أن تستيقظ على صوت زقزقة العصافير، وأن تفتح نافذتك فترى أشعة الشمس الذهبية تلامس عينيك الناعستين، لكن من غير المعقول أن تستيقظ على صوت الصواريخ ولا تعلم ما الذي يدور حولك، تفتح نافذة غرفتك لترى ما الأمر، أو لتعرف ما الذي يدور حولك، فلا تفهم شيئاً، وبعدها بساعتين تنقلب حياتك رأساً على عقب، ولا تعود كما كانت، أو كما اعتدت أن تكون، لم أتوقع أن تكون حرباً، عمليات عسكرية لأيام قليلة وتنتهي كما اعتدنا، لكنها بدأت من حينا، حي الكرامة. لم أكن أتخيل أنني لن أعود لبيتي مرة أخرى، أو أن أغيب عنه طويلاً، أو لا أتمكن من فتح نافذتي التي أحبها من جديد، حتى لم أتوقع أن تندفن ذكرياتي هناك في غرفتي، ويذهب كل شيء مني بلمح البصر، أشيائي الخاصة، كتبي وأقلامي، جهاز اللاب توب الخاص بي، ملابسي وحتى سريري الخاص، كل شيء دمر خلفي وأنا أحاول الهروب من الموت، لم أتمكن من أخذ كل ما يلزمني، حتى عكازي الذي أتوكأ عليه تركته هناك، واستندتُ إلى أختي لنسرع في الهروب، بأنفاس متسارعة ممزوجة بالخوف والرعب بعد أول صاروخ استطلاع سقط بقربنا، كنا نلهث ونحن نركض، حتى تسارعت ضربات قلبي، حتى أن أقدامي المتعبة خذلتني، ولم تسعفني بسرعة وغُرست في الرمال، دلفنا إلى السيارة ودار المحرك ومشينا سريعاً لا ندري إلى أين، حتى جاء الحدس، فتوجهنا إلى بيت خالتي حيث مكثنا لمدة ثلاثة أيام، قصف بيتنا في تلك الفترة القصيرة جداً، لم أكن لأتوقع أن يحدث كل هذا وبهذه السرعة من الزمن، بعدها اقترب الخطر منا، فنزحنا جميعاً إلى حي النصر قرب المجمع الإيطالي، مكثنا هناك ليلة وبعدها ذهبنا إلى تل الهوى، مكثنا ما يقارب الخمسة أيام هناك، فلحقنا الخطر مرة أخرى، فالقصف كان يدوي في كل مكان في غزة، والموت بالمجان، عاودنا الرحيل والنزوح مرة أخرى جميعاً إلى المجمع الإيطالي من جديد.
المكان موحش، غير مهيأ للحياة، ولا أمان فيه، أصوات القصف تزلزل جميع أركان المكان، لكن لا مكان آخر نذهب إليه لننجو بأرواحنا، كنا أكثر من عائلة هناك، كنا نحاول أن نلهو لنخلع الخوف من قلوبنا، نجتمع في ممرات المجمع وبعيداً عن الشبابيك، نجلس نتسامر ونغني بعض الأغاني الوطنية، ونصفق لنتناسى الخوف، نسمع صوت القصف المرعب، فنصرخ ومن ثم نضحك، وكأننا اعتدنا كل هذا، ومن يعتاد الخوف، نحن نضحك على أنفسنا لنعتاد الحياة، ونقول غداً تنتهي الحرب، لكننا مكثنا هناك ما يقارب العشرين يوماً، لا أعلم كيف مضوا بهذه السرعة. كان كل يوم يمر علينا والقلق يسري في أجسادنا، والخوف يرعش أطرافنا، لم نكن نتوقع أن الحرب ستطول كل هذه الفترة، فلم نعتد على كل هذا، كنا نستقيظ كل مرة نتحسس أجسادنا المرتعشة من شدة القصف والخوف، وننظر إلى وجوه بعضنا البعض، ثم نضحك ضحكتنا البائسة ونقول لا زلنا على قيد الحياة، فكم من مرة استيقظنا ليلاً من شدة القصف نرتدي (منديل الصلاة) الذي يكون بجانبنا تحسباً من أي هروب فجائي، وكم من مرة هرعنا إلى الشارع بعد تهديد لمكان قريب منا، ومن ثم نعود، كل تلك الفترة وأنا أحاول التواصل مع مؤسسات ذوي الإعاقة من أجل الحصول على كرسي متحرك بعد أن فقدتُ أداتي المساعدة وأصبحت تحت الركام، كنتُ أود الحصول على كرسي لأتحرك به سريعاً عند وقوع أي خطر، أو إذا قررنا التوجه إلى الجنوب كما أمر جيش الاحتلال مشياً على الأقدام بعد أن منعوا دخول السيارات إلى المنطقة الجنوبية، لكن لا من مجيب، فالوضع كارثي وفي غاية الصعوبة، والقصف يدوي في كل مكان، ومن الصعب الوصول لأي مؤسسة من أجل الحصول على كرسي متحرك.
لا أتمكن من فتح نافذتي التي أحبها من جديد، حتى لم أتوقع أن تندفن ذكرياتي هناك في غرفتي
اقترب الخطر من حي النصر، فتوجهنا إلى بيت أحد الأقارب في منطقة الزيتون، كانت منطقة خطرة أيضاً، مكثنا هناك ثلاث ليال، يتربصنا الخوف والقلق مما هو آت، قصف من كل حدب ودب، لا أمان في أي مكان، وبعد مرور ثلاثة أيام قررنا التوجه إلى الجنوب فلا مجال للرجوع للخلف أو العودة شمالاً، فالقناص مزروع في كل مكان، والرجوع إلى الخلف يعني فقدان أرواح وفقدان حياة، وربما فقدان أطراف، بحثنا عن كرسي متحرك في المدارس القريبة من المنطقة، وأخيراً وجدنا كرسيا متحركا صدئا ذا عجلات ذابلة مهترئة، لا يصلح للتنقل، لكن لا خيارات أخرى غيره، وبعد جدال مع بائع الكرسي صاحب الشعر المجعد والصوت الغليظ، اشتراه أخي منه بمئة شيكل، وعزمنا على الرحيل الى الجنوب، أخذنا القليل من الملابس التي خرجنا بها من بيتنا في أول أيام الحرب، وحملنا قدر ما نستطيع حمله من أشياء ضرورية، والماء وبعض حبات التمر، وتركنا كل شيء خلفنا وانطلقنا نحو المجهول، لا نعلم ماذا ينتظرنا بعد، وبدأنا رحلة الشقاء المليئة بالرعب والخوف.
كان يوم جمعة، كانت الشمس حارقة في كبد السماء المليئة بالدخان الأسود، كان المنظر أشبه بيوم القيامة، الناس متكدسة فوق بعضها البعض، والوجوه مكفهرة عابسة، والحيرة والتعب تأكلان ملامح الوجوه، ركبنا عربة يجرها حمار وحملنا الأشياء فوقها، وأمسكنا بأيدي بعضنا البعض خوفاً من السقوط. أوصلتنا العربة عند آخر نقطة يسمح لها بدخول العربات، وبعدها هممنا لنبدأ رحلة الشقاء الأصعب، رحلة ممزوجة بالرعب والخوف والتعب والمجهول الذي ينتظرنا، سيراً على الأقدام، جلست على الكرسي المتحرك وحملتُ فوقي الأغراض التي أخذناها معنا، لم تكن الطريق كما أتخيل يسهل مشي العربة عليها، فقد كانت الطريق مليئة بالحفر والحجارة، فلم يسعفنا الكرسي كثيراً، سقطت عنه الأغراض، وسقطتُ عنه، فقررتُ السير على الأقدام بمساعدة أختي، وضعنا الأشياء على الكرسي، وهممتُ بالسير برفقة أختي، كان المنظر وكأنه يوم الحشر، كنا نسير ولا مجال للوقوف أو أخذ بضع أنفاس، من يتوقف قد يسقط ويدوسه من خلفه، تعرقلنا كثيراً في الطريق المليء بالحجارة وأغراض الناس المبعثرة على الأرض بعد أن أسقطوها من أيديهم من شدة التعب، تشبثتُ بأصابعي المرتجفة بابنة أخي وأختي لكي لا أسقط، ولكي لا نفترق ونضيع عن بعضنا البعض، بعد أن افترقنا عن بقية العائلة، فقد أصبحت أمي في جهة، وأخي وعائلته في جهة، وأنا وأختي وابنة أخي في جهة.
أصوات القصف تزلزل جميع أركان المكان، لكن لا مكان آخر نذهب إليه لننجو بأرواحنا
أمسكنا بأيدي بعضنا البعض لكي لا نفترق ونضيع بين الزحام، اقتربنا من الدبابات في الممر الآمن الذي فتحه لنا العدو لنمر منه، كنا نرتجف خوفاً ونحن ثلاث فتيات لوحدنا، رغم الزحام الذي كان يحيط بنا، إلا أن الخوف تلبسنا جميعا، لم نستطع إلقاء ولو نظرة خاطفة على المكان الذي تقف فيه الدبابات، كنا نرتجف خوفاً وتعباً، سمعنا العدو ينادي على شاب كان يبعد عنا بضعة أميال فقط طويل القامة ذي لحية كثة يميل لونها إلى البني الغامق، اقترب منهم وكانوا يصوبون نيران رشاشاتهم باتجاهه، أخذوه بقوة وأمروه بخلع ثيابه، ولم يبق على جسده سوى الملابس الداخلية، وأوقفوه لينظر إليه جميع المارين، كم هو مؤلم الشعور وقتها، كم كنا ضعفاء حينها، وفي حدث آخر أخذ العدو أحد الشبان يرتدي قميصاً أخضر اللون كان يمشي برفقة أمه واعتقلوه أمام عينيها الدامعتين من فرط البكاء، فبدأت تولول وتصرخ وتضرب خديها بكلتا يديها المجعدتين، أظن وقتها بأن أنينها وصراخها وصل إلى عنان السماء، لكن ما من أحد رأف بحال قلبها الحزين، فلا أحد بيده حيلة لمساعدتها.
كان الجميع يمشي يحمل الراية البيضاء والهوية الشخصية، ويتمتم بآيات قرآنية تحمينا من جبروت العدو، مررنا من أمام جثث ملقاة على حافة الطريق، جثث بدأت بالتحلل وقد أكلها الذباب وحرقتها أشعة الشمس اللاهبة، يبدو أن لها عدة أيام ملقاة على الأرض هكذا، وكأنها عبرة لنا بأن الموت يحيط بنا إن فعلنا أي شيء، وأن رصاصة واحدة تخرج من فوهة بندقية العدو قد تقتل عشرة أو أكثر دفعة واحدة، فحياتنا رخيصة عند العدو لا محال، ولم يطلب منا دفع ثمن الموت حتى، فلم يتجرأ أحد على دفنها. كم كان موجعاً أن ترى ميتاً ولا تستطيع دفنه، فقط كان الجميع يترحم عليه ويمضي في طريقه، فوقوفنا وقتها خطر يهددنا ويسلب حياتنا، كنتُ أمشي والدمعة في عيني أخشى نزولها من كمية الذل الذي شعرتُ به وقتها، غنيتُ في سري "لا تسل عن سلامتي" وتذكرتُ مسلسل التغريبة الفلسطينية، وقلتُ لماذا جئنا إلى هنا، لماذا نخطئ للمرة الثانية ونترك بيوتنا وأرضنا، كنا نسير ونعلم جيداً أننا نذهب إلى المجهول، لم نكن نخطط أين سنمكث، ولم نكن نعلم كم سنبقى هنا في الجنوب، فغداً تنتهي الحرب ونعود.
مشينا ما يقارب الخمسة كيلو مترات سيراً على الأقدام، والشمس تخبط فوق رؤسنا، والعطش يجفف حلوقنا، وأجسادنا ترتعش من الخوف ، لم أكن لأعثر بعد على أمي وبقية العائلة، قطعنا منطقة الخطر التي يتمركز فيها العدو يتحامى بدبابدته المدرعة، وليزيد فوق خوفنا خوفاً ورعباً، أخذ يحرك فوهة مدفعيته في كل الاتجاهات، امتزج خوفنا بعرقنا، وارتجفت قلوبنا لحظتها، حتى لو سقطت قلوبنا منا، فلن نحظى بفرصة لإرجاعها إلى مكانها، فالموت سيكون أسرع منا لا محالة، فأسرعنا الخطى، ابتلعتُ لعابي لأبلل فمي الجاف، ثم نظرتُ إلى أقصى مدى يمكن أن تراه عيناي، فوجدتُ أمي تجلس على حافة الطريق من شدة ما لاقته من تعب، تحتضن أصغر أحفادها بيديها المجعدتين، تنتظر ظهور أحدنا.
اختفى الذعر من قلبي عندما وجدتها، وكأنني طفل وجد أمه بعد أن تاهت عنه في السوق، هرعنا نحوها وقد شعرنا ببعض الاطمئنان، فبعد أن كنا ثلاث فتيات نمشي لوحدنا، وجدنا أمي فشعرنا بالاطمئنان، جلسنا قربها نلتقط بعضاً من أنفاسنا الممزوجة بالذعر والخوف، وتجرعنا القليل من الماء، وجلسنا جميعنا ننتظر ظهور بقية العائلة، لنكمل مسيرنا نحو المجهول، كانت الطريق لا تزال طويلة بعد، وعلينا أن نمشي سريعاً قبل أن يحل الظلام علينا، كنا نمشي ونلهث وتزداد حلوقنا عطشاً، فنشرب بعض قطرات الماء، ونمشي في طريقنا، هد التعب أجسادنا، كنا نسير ونلهث ونتساءل هل لا يزال الطريق طويلاً نحو الوادي، فيرد أخي والعرق ينز من جميع أنحاء جسده دفعة واحدة، (يلا امشوا لازم نصل قبل حلول الظلام).
أخيراً اقتربنا من الوادي بعد كبد ومعاناة، وقد وقعت عيني على لافتة "غزة ترحب بكم" قطعنا اللافتة وكانت غزة تختفي خلفي شيئاً فشيئاً، فتواصل أخي مع أحد الأقارب الذين خرجوا من غزة قبلنا بأسابيع، كانوا يقطنون في إحدى الأراضي القريبة من حدود النصيرات، نقلونا إلى حيث يمكثون، وصلتُ إلى هناك بخطوات ثقيلة وقد تقوس ظهري، وتهدم بنياني من شدة ما لاقيتُ من عناء وتعب، وكأنني تعرضتُ لضرب مبرح من شدة التعب في هذا المشوار الطويل، وبتنا تلك الليلة عندهم، كان المكان ضيقاً جداً، لا يكفي كل هذا العدد، أرضا فارغة لا يوجد فيها سوى غرفة واحدة ومليئة بالأغراض، افترشت النساء الغرفة الضيقة فامتلأت بأجسادهن وأجساد أطفالهن الصغار.
في تلك الليلة، كانت أرضية الغرفة مغطاة بأكوام اللحم الهزيل المتعب، فلم يكن هناك مجال لأن تقلب جسدك على الجهة الأخرى، ونام الرجال في الخارج بين الأشجار وفي العراء، لم يكن هناك الفراش الكافي لأجسادنا المتعبة من طول الطريق الموحش والمخيف، فنمنا ونصف أجسادنا على الأرض، وكل ثلاثة أشخاص على منضدة (فرشة)، قمنا لصلاة الفجر فكدنا نتخبط بأقدامنا على أجساد الصغار من كثرة الازدحام في الغرفة، حين تذهب للحمام تحتاج إلى مرافق ليذهب معك يواسيك وحشة الليل وخوف الحرب الذي عشش في قلوبنا، وجنح الظلام الذي يبتلع المكان، وظهور القطط بشكل مفاجئ في طريقك، لوقوعه في الجهة الخلفية من الغرفة، ارتجفنا ليلتها خوفاً فلا سقف فوقنا ولا صوت يعلو سوى صوت أزيز الطائرات المزعجة، وصوت القطط التي تتشاجر، وارتجفنا برداً وكأنها أربعينية الشتاء قد جاءت باكرة في شهر نوفمبر.
انشق الصباح أخيراً، ذهب الرجال لجلب بعض الحاجيات من السوق القريب، وتركوا النساء لتحضير العجين والخبز وإيقاد النار، وغسل الغسيل على اليدين، فحياتنا منذ بداية الحرب عادت مئة سنة إلى الوراء، وبدأ الصغار يمرحون في المكان ومضى كل شخص بالقيام بالمهام الموكلة إليه، فجأة حصل انفجار قريب منا، شاهدنا الشظايا تتناثر من حولنا، والدخان الأسود يتصاعد من قربنا، كنا على قاب خطوة من الموت، وبحمد الله لم يصب أحد بمكروه. حتى القصف يلاحقنا هنا بعد قطع كل تلك المسافات، علمنا أن لا مكان آمنا في كل أنحاء القطاع، وعلينا أن نهرب من الموت إلى الموت. ارتجف الصغار والكبار من شدة الخوف، وهرع الجميع ليتكدس في تلك الغرفة الضيقة، لا جدران في ذلك المكان سوى جدران تلك الغرفة لنحتمي بها جميعاً، جاء الرجال من الخارج بعد عدة محاولات فاشلة للاتصال بهم. شاهدوا الخوف على وجوهنا العابسة المكفهرة الكالحة، فقررت أمي عدم المكوث في هذا المكان ليوم إضافي، فتواصلت مع خالي الذي سبقنا إلى خانيونس، وكان قد توجه إلى جامعة الأقصى هناك، قال لنا بأن المكان آمن، فتجهزنا من أجل التوجه إلى هناك.
كانت جامعة الأقصى في مواصي خانيونس قرب البحر، فزاد الخوف في قلوبنا، كان المكان مخيفا وموحشا لا أناس فيه إلا القليل، لكنه هادئ لا قصف هنا ولا صوت لأزيز الطائرات، وكأن الحرب هناك فقط في غزة، مكثنا في إحدى قاعات الجامعة، وبعد ساعات قليلة تحولت الجامعة إلى مركز إيواء للنازحين، ازدحم المكان بالناس، وامتلات جميع القاعات، نمنا ليلتها على البلاط، وكورنا ما نحمله من ملابس كوسائد تحت رؤوسنا المتعبة، فلم نكن نملك الأغطية ولا حتى الفرش، وفي اليوم التالي تمكنا من جلب بعض الأغطية والفرش القديم من الأصدقاء، كان فرشاً مهترئاً والبعض الآخر منه متسخا ذا رائحة نتنة، لكن أجبرنا على النوم عليه، فلا يوجد بديل آخر.
* روائية من غزّة.