النظام السوري لم يتهم أحداً وروسيا صامتة: من قصف ريف حماه؟

عبد الله البشير

avata
عبد الله البشير
30 ابريل 2018
F38FF631-890C-4F33-904C-225E3F89770F
+ الخط -

كعادتها، لم تتبن دولة الاحتلال الإسرائيلي، رسمياً، الهجوم الذي هزَّ ليلة الأحد/ الإثنين، ريفي حماه الجنوبي وحمص الشمالي، وسط سورية، رغم تلميحٍ مسؤول إسرائيلي استخباراتي سابق لإمكانية أن تكون بلاده قد نفذت ضربةً جديدة ضد مواقع تتواجد فيها مليشياتٌ إيرانية.

وكشفت مصادرٌ سورية عن أن الهجوم استهدف، بشكل أساسي، نقاطا عسكرية في جبل بعرين جنوبي حماه، والذي يضم عدة مواقع عسكرية هامة للنظام، وسط حديثٍ عن مقتل أكثر من خمسة وعشرين عسكرياً موالياً للنظام، بينهم إيرانيون.

وفيما تحدثت وكالة "سانا"، منذ الساعات الأولى لهجوم الليلة الماضية، عن تعرض "عدد من المواقع العسكرية في ريفي حماة وحلب لعدوان جديد بصواريخ معادية ليلة أمس"، دون أن تُسمي صراحة مصدر هذه الصواريخ، فإن مصادر "العربي الجديد" في ريف حمص الشمالي، الذي سُمع فيه دويُ الانفجارات بوضوح، وشاهد سكانه النيران التي أضاءت سماء المنطقة، تؤكد أن الهجوم استهدف، بشكل أساسي، ثكنات عسكرية في منطقة جبل بعرين، والذي يُعرف كذلك بـ"جبل 47"، نسبة إلى اللواء 47 التابع لقوات النظام، والذي ينتشر في سفوح ذلك الجبل والتلال القريبة منه.

ويقع الجبل الذي شهد الهجوم جنوبي مدينة حماه، قرب بلدة تقسيس، وهو مطلٌ على جزء واسع من الأراضي التي تُسيطر عليها المعارضة السورية في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، ويضم بشكل أساسي اللواء 47، وهو من أحد أهم التشكيلات العسكرية للنظام في حماه.

كما يتواجد في تلك المنطقة العسكرية واسعة الامتداد مركز للبحوث العلمية يتبع لقوات النظام، وعدد آخر من الثكنات العسكرية، التي تحوي مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ.

وبحسب نشطاء سوريين، فإن المنطقة التي تعرضت للهجوم تحوي قاعدة، أو مجموعة نقاط عسكرية، للمليشيات الإيرانية. 

وبخصوص ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الإثنين، أن 26 قتيلاً سقطوا في الهجوم، هم عسكريون موالون لنظام الأسد، بينهم إيرانيون. 

إلى ذلك، نقلت مواقع إيرانية، عن مصدر وصفته بـ"المطلع" نفيه قصف أي موقع إيراني أو مقتل أي عسكري إيراني في سورية.

ولم تحدد هذه المواقع هوية المصدر، إلا أنها نقلت أيضاً عن قيادة لواء (فاطميون)، الذي يضم عسكريين من الأفغان الشيعة المقيمين في إيران، نفيها كذلك استهداف أي مواقع تابعة للواء بالقرب من منطقة الغاب في سورية.



وعادة ما تصدر وزارة الدفاع الروسية بياناً توضح فيه ملابسات ما جرى، وهو ما دأبت عليه الوزارة في هجماتٍ سابقة تعرضت لها مواقع عسكرية للنظام السوري، أو مواقع للمليشيات الإيرانية، لكن هذه الوزارة لم تُصدر موقفها، أو روايتها لما جرى ليل أمس حتى ظهر اليوم.

ولم تتبن دولة الاحتلال الإسرائيلي، رسمياً، الهجوم، لكن مدير مركز الأبحاث القومي الإسرائيلي، الجنرال احتياط عاموس يادلين، لمّح إلى مسؤولية بلاده عن الهجوم، إذ قال إنه "من المعقول الافتراض أن من يقف وراء القصف الليلة هو جيش منظم، فقوة الانفجارات التي تحدثت عنها وسائل الإعلام لا يمكن أن تنجم عن هجمات ينظمها الثوار في سورية، الذين يتعرضون لنيران وهجمات نظام الأسد، وينسحبون من المنطقة التي تمت مهاجمتها"، مشيراً إلى أن هناك احتمالين للجهة التي تقف وراء الهجوم، إما أن تكون الولايات المتحدة هي التي نفذته، و"إذا لم تكن هي يبقى احتمال آخر لا غير، ولا يمكنني أن أؤكده".

يشار إلى أن وسائل إعلام النظام التزمت برواية وكالة "سانا" الرسمية عن أن ما حصل هو "عدوان جديد بصواريخ معادية"، دون تسمية مصدر الصواريخ، باستثناء صحيفة "تشرين" الرسمية، التي قالت إن الهجوم الذي تم مساء الأحد تم تنفيذه انطلاقا من القواعد الأميركية والبريطانية شمالي الأردن. 

ذات صلة

الصورة
ما تركه المستوطنون من أشجار مقطوعة ومحصول مسروق في قرية قريوت (العربي الجديد)

سياسة

تعرضت الأراضي الزراعية في موقع "بطيشة" غربي قرية قريوت إلى الجنوب من مدينة نابلس لهجوم كبير من المستوطنين الذين قطعوا وسرقوا أشجار الزيتون المعمرة
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
المساهمون