أحمد شوقي

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم الثاني عشر من كانون الأول/ ديسمبر، ذكرى ميلاد الشاعر والكاتب المصري صالح جودت (1912 – 1976).

معروفة أشعارُه وسيرته بفعل التكريس في ثقافتنا، ولكن بتنا نادراً ما نعود إلى "أمير الشعراء" في أيامنا، الذي مرّت هذا الشهر ذكرى ميلاده ورحيله، فما الذي يفسّر غياب أحمد شوقي؟ هنا قراءات متنوّعة في تراثه وأثره.

ليس بين الشعراء قديمٌ ولا جديد، وما دام الشاعر يروي في كلّ عصر فهو ابن الماضي والحاضر والمستقبل. الشعر وحيٌ يهبط على نفوس الشعراء، وليس اختلاف هؤلاء إلّا صورة لاختلاف نفوسهم في الحسّ والأهواء والنزعات.

حاول أحمد شوقي أن يسدّ الفجوة المسرحية بين الثقافتين؛ فلم يكتفِ بالمآسي التاريخية، وهي أعلى ما يقدّمه المسرح الكلاسيكي، مثل "مصرع كليوبترا" و"مجنون ليلى"، بل وضع أيضاً أعمالاً في قوالب الكوميديا الاجتماعية مثل "الست هدى" و"البخيلة".

تبدو كتابة شاعر نثر عن "أمير الشعراء" أحمد شوقي مستهجنة، بقدر ما تبدو من الناحية الأخرى في محلّها تماماً. فأنا طالعتُ "الشوقيّات" التي وجدتُها في مكتبة أبي في فتوّتي، وكنتُ أقرأها مع صُحبة صاروا كلهم شعراء نثر.

دخل شوقي المتحف الشعري كأيقونة نادرة متوحدة ولم يغادره. لا أثر لهذه الأيقونة أو امتداد لها في الأجيال التي تلته والتي اختارت كمرجعية شعراء آخر القرن التاسع عشر ممن عاصرهم وهو طالب في باريس؛ كان يجلس في مقاهي الحي اللاتيني ويمر من أمامه رامبو وفيرلين.

إِنّني أُسْقى بِكأسِ قابيلَ وهابيل/ ولا أَعْرِفُ مَنْ مِنْهُما كَسَرَ كأسي/ أُسْقى بِكأسِ مَنْ خانَ/ وجَرَحَ/ وكأسِ مَنْ وَفى/ وآسى/ أُسْقى بِكأسِ المَسيح على الصَّليب/ وكأسِ آلِ البيت/ يُقْتَلونَ اليوم/ ويُقْتَلونَ غداً.

معروفة أشعارُه وسيرته بفعل التكريس في ثقافتنا، ولكن بتنا نادراً ما نعود إلى الشاعر المصري، الذي مرّت هذا الشهر ذكرى ميلاده ورحيله، فما الذي يفسّر غيابه؟