تلاميذ غزة يصارعون الآثار النفسية للعدوان

الأناضول

avata
الأناضول
16 سبتمبر 2014
DD9A831B-3C3D-4EE0-87D6-FEEB8F7E9CEF
+ الخط -

التلاميذ الصغار في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، لم يعودوا كما كانوا من قبله؛ فقد أثّر القصف فيهم، وخلق لهم مشاكل نفسيّة تعرقل مسيرتهم التعليمية.

من هؤلاء، آمنة زغبوط (6 أعوام) التي ثقل لسانها، على الرغم من أنها قبل شهرين فقط كان والداها يلقبانها بـ"الثرثارة". فعقب حرب الواحد والخمسين يوماً، مكثت آمنة لساعاتٍ طويلة في مستشفى الشفاء في مدينة غزة. وكان لأصوات القصف الإسرائيلي العنيف على منزل ملاصق لمنزل الطفلة في مخيّم الشاطئ غرب مدينة غزة، أثر في تغيير سلوكها الجسدي؛ فقد أدّت تلك الانفجارات إلى إصابتها بـ"التشنج" بشكل كامل نتيجة الخوف.

ولم يكن تأثير الخوف على سلوك آمنة الجسدي آنياً فقط، إنما تأثرت على المدى البعيد؛ فهي تعاني اليوم من التلعثم و"التأتأة".

وتعقيباً على حالة الطفلة، تقول المدرّسة سعدية عيّاش (50 عاماً) من مدرسة القاهرة الابتدائية في غزة: "تزامن قصف منزل ملاصق لمنزل الطفلة خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع، مع نشر فيديو لأطفال عائلة بكر على شاطئ بحر غزة، والذي قتل الجيش الإسرائيلي أربعة منهم، في ذلك الوقت".

وتتابع عياش: أن "الخوف من وقائع الحرب الإسرائيلية قد يصل إلى مرحلة ينسى فيها أطفال قطاع غزة أبجديّة التعليم، ويؤدّي إلى تدنّي تحصيلهم العلمي وانخفاض مستوى تفاعلهم داخل الصف مع المعلمات ومع أصدقائهم".

كذلك لاحظت عيّاش على الأطفال الذين تعلّمهم في المدرسة، أنهم باتوا أكثر عزلة وانطوائيّة، بالإضافة إلى أنّ بعضهم بات يتسبّب في الكثير من الضجيج بسبب حركته الزائدة.

انطوائيّة

من جهته، يعاني رواد فرحات (6 أعوام) من انطوائيّة تتّضح في تعامله مع الآخرين؛ فهو يفضّل اللعب وحيداً من دون بقيّة الأطفال داخل المدرسة. كذلك يعاني من تشتت الذهن، بحسب مدرّسته.

وما زال الطفل يذكر تفاصيل منزله الذي دمرته الطائرات. ويعرب عن حزنه لفقدانه مكتبه الخاص وغرفة نومه.

أما راوية رضوان (7 أعوام)، فقد ابتعدت نهائياً عن دروسها. وتقول والدتها رانية رضوان: "خوف طفلتي من الحرب أثّر على سلوكها الدراسي... قبل بدء المدارس حاولت أن أراجع لها بعض الدروس، لكنها في كل مرّة كانت ترفض الاستجابة وتظهر لي ألا علم لها بالحروف العربيّة أو حتّى الأرقام التي تعلمتها العام الماضي".

وعن هذه الحالات، يقول أستاذ علم النفس والاجتماع في جامعة الأقصى في غزّة، درداح الشاعر: إنّ الأطفال من أكثر الفئات تضرراً من حرب الواحد والخمسين يوماً.

يضيف: أنّ "الأطفال الذين عايشوا الحرب سواء بسماع أصوات الانفجارات من حولهم أو بمشاهدة صور لضحايا الحرب، أو حتّى الذين تضرّروا من أحداث الحرب؛ سواء بقصف منازلهم أو الذين أصيبوا بجراح، يتأثرون سلبياً، ويظهر ذلك في سلوكهم النفسي والجسدي المستقبلي".

ويذكر الشاعر أنّ الخوف قد يتسبّب، في وقت لاحق، بتغيّر في سلوك الطفل. ويقول: إنّ "حركات غير منظمة قد تظهر في سلوكه، بالإضافة إلى تشتت ذهنه".

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
المساهمون