واعتبر النهج الإسرائيلي في منع وعرقلة انتشال الضحايا يمثل سبباً رئيساً في انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة في قطاع غزة، في وقت تحلّلت الغالبية العظمى للجثث بالفعل لتضيف المزيد من المخاطر على الصحة العامة للمدنيين، والمتدهورة أصلاً جراء قطع إسرائيل إمدادات الوقود الضرورية لمعالجة مياه الصرف الصحي والنفايات، وحالة مصادر المياه الملوثة، ما يعرّض صحة ورفاهية أكثر من مليوني ساكن للخطر. ونبه المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ منع وعرقلة انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض يخالفان القانون الدولي الإنساني، ويتعارضان مع قرارات محكمة العدل الدولية بشأن ضرورة وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة كونه يتضمن إخفاء متعمداً للأدلة. بالإضافة إلى أن بقاء آلاف الضحايا في عداد المفقودين يشكل جريمة إضافية بحق عائلاتهم التي تعاني من العذاب النفسي الشديد. وجدّد المرصد الأورومتوسطي مطالبته بضرورة وجود تحرك سريع لانتشال الجثامين في مناطق قطاع غزة كافة، محذّراً من أن استمرار بقائها بالشكل الحالي ينذر بنشر المزيد من الأوبئة وستكون له تداعيات خطيرة جداً على الصحة العامة والبيئة، وهي أمور بدأت تظهر منذ عدة أشهر مع تسجيل متكرر لإصابات ووفيات بالأمراض المعدية.