يد تحجب الصورة

04 يناير 2016
من "على حلّة عيني" لـ ليلى بوزيد
+ الخط -

اختلت بطلة الفيلم بحبيبها، وبينما كانا يتهيّآن للحظة حميمية، تطوّعت يدٌ ما لتحجب الصورة. لدقائق، تحوّلت الشاشة إلى الأسود، ولم يبق غير صوت الممثّلَين الصادر عن لحظتهما تلك.

هل يُمكن أن يحدث هذا فعلاً؟ تساءلتُ، قبل أن أقوم لأرى الفاعل. كان مسؤولُ البرمجة على منصّة البثّ، يشرف على الجوقة التي تقرّر ما الذي ينبغي علينا أن نشاهده، وما الذي لا تجدر بنا رؤيته.

هو صحافي. ولا شكّ أنه سيتفهّم غضبي. سألته: هل كنتم لتفعلوا الشيء ذاته لو كانت مخرجة العمل موجودةً؟ هل كانت لتقبل بذلك؟ اكتفى بالردّ: اكتُب. اكتُب هنا تعني: بما أنك صحافي، حين ترى ما تعتبره غير لائق فاكتُب عنه في صحيفتك. لا وقت لدينا لسماع احتجاجك.

تردّدتُ في إكمال مشاهدة الفيلم، ثمّ قرّرتُ أن أفعل، فقد قطعت مسافةً طويلة من أجل ذلك. أمّا فكرة الرقابة، فمن الأفضل أن أناقشها مع شخص آخر في مكان آخر.

حدث الأمر في مهرجان سينمائي. ومع ذلك، ستجد من يحاجج بأن الرقابة ضرورية لتجنّب استياء العائلات من مشاهد القبل (لا أحد يستاء من مشاهد العنف، كما في فيلم "تحت رمال بابل" الذي عُرض في حضور أطفال). يعتقد هؤلاء أن السينما تلفزيون كبير، وأن على الفن السابع مسايرة المجتمع، لا مساءلته.

المفارقة أن موضوع فيلم "على حَلّة عيني" -الذي عُرض مبتوراً في الجزائر- هو حريّة التعبير والرقابة في تونس.

كان عليّ أن ألتفت ورائي، لأعرف كم عُدنا إلى الخلف.



اقرأ أيضاً: الناشر صامتاً
دلالات
المساهمون