وسط هذا الكم الهائل من الظلم الحاصل يومياً في قطاع غزّة ولبنان، بتّ أرى أنّ مشاعرنا نحن الإعلاميين، حتى الدموع التي نحاول إخفاءها، هي جزء من رواية الحقيقة.
إنّ مُخطّط تهجير أهل غزّة ليس وليد الساعة، ولا يُشكّل ردّاً على عملية طوفان الأقصى. إنه مخطّط قديم يسعى من خلاله الكيان الصهيوني إلى تصفية القضية الفلسطينية.
في ذلك الفجر، بدأت تتوارد الأخبار من فلسطين، تغريدات ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي. صور وفيديوهات لمقاومين فلسطينيين داخل المستوطنات الإسرائيلية. كتبت تغريدة في حينها هل هذه حقيقة!
بعد "طوفان الأقصى" تعيش دولة الاحتلال الصدمة والشرذمة في اتخاذ القرارات، لأنّها تعلم أنّ لكلّ قرار أثمانه الباهظة بعدما شاهدت بأمّ عينها قدرات المقاومة وبسالتها، لذا هي تلجأ إلى قصف المدنيين وارتكاب المجازر، لأنها مُفلسة وخائبة.
ثمّة عدد متزايد من الأشخاص يعتمدون على المستشارين الاصطناعيين للحصول على الدعم النفسي والشفاء من الصدمات، حيث يشعر هؤلاء براحة أكبر عند الكشف للروبوتات عن تفاصيل محرجة، أو مخزية، أو غيرها من التفاصيل الحسّاسة للغاية.
انتشرت في السنوات الأخيرة ما باتت تُعرف بظاهرة المؤثّرين والمؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي، والذين يتحدثون فيما يعرفون ولا يعرفون، سعياً لتحقيق الربح السريع. بمواجهة كلّ هذا، كيف نحافظ على صحتنا العقلية، وكيف نواجه المحتوى المضلِّل؟
تتركز الجهود في الأنظمة الشمولية على اعتماد نظرية وزير الدعاية النازي، جوزيف غوبلز، عبر توظيف الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية لتحقيق استراتيجية السيطرة. وهذا ما نشهده حالياً على المنصّات التواصلية من خلال أداء جماهير بعض الأنظمة والأحزاب الشمولية.
إنّ التجاوزات التي تطاول الإنسان وكرامته تتصاعد في الفضاء الرقمي، خصوصاً في ظلّ الأزمات الإنسانية والحروب والكوارث التي تعصف في العالم، مما يوجب علينا التذكير دائماً بالمعايير الأخلاقية اللازمة لضبط المحتوى على هذه الوسائط.
لا يمكن فصل السلوك العدواني الإسرائيلي تجاه وسائل الإعلام عن السياسات الإسرائيلية في التعامل مع القضية الفلسطينية، لناحية إلغاء الوجود الفلسطيني، وروايته، وحقوقه التاريخية، حيث لا تتوانى قوات الاحتلال عن التعرّض لأيّ صحفي يحاول نقل الحقيقة.