سعدالله ونوس

يبدو زكريا تامر في إبداعه القصصي، كمن يكتُب الشعر كما لو أنه قدّ من صخر. لم لا وهو الذي عمل في صباه حداداً يصهر المادة الأولية للقصة ويبرّدها، ثم يعالجها بالمطرقة، والإزميل، والمبرد، حتى تظهر للعيان في أبهى حللها... هنا تحية لهذا المبدع الكبير

محمد كامل الخطيب، مثقف سوري من طراز خاص، سكن المدينة دمشق عقودا طويلة من دون أن تتمكن من هزيمة الريفي فيه، كما كتب كتباً كثيرة وأشرف من خلال عمله في وزارة الثقافة على الكثير من المشاريع، والتي من أهمها، ربما، سلسلة كتب حوارات عصر النهضة.

قصّة الموافقات الأمنية يعرفها الجَدُّ والجدّة، والأبُ والأم، والأبناء والبنات، والأحفاد والحفيدات. والحيواناتُ الأليفة. والشعب السوري ذكي، لا يرهق نفسه في حفظ قائمة الأشياء التي يتطلب إنجازها موافقة أمنية، فالأسهل أن يعرف التي "لا" تحتاج موافقات.

لم يبدُ من المعارضة السورية التي برزت خلال العقد الأول من القرن الجديد أيّ تطرّف، ولم يكن فيها إسلام سياسي، بل معظم الذين وجدوا فيها منشقّون عن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، أو يجرون مجراها في الإطار العام، ومنهم كان منسجماً فكرياً مع بعض أحزابها.

مع دخول الثورة السورية عامها العاشر، وبغضّ النظر عن مآلاتها الراهنة، تبقى الحقيقةُ الوحيدة أنّ اغتيالَ حراك الشارع وتقويض مصداقيته، كثورةٍ وطنية ديمقراطية لكلّ السوريين، لم يكن سوى انعكاس لشتى الهزائم السياسية والعسكرية والأخلاقية.