عام 2019 تأسّست في تركيا مجموعة "دوزان: ثقافة وفن" كمبادرة لرعاية الأنشطة الثقافية عند الاجئين السوريين، ودعم هويتهم الفنّية، ومساعدتهم على التعبير عن أنفسهم بحُرّية. وفي هذا السياق قُّدمت بعض المشاريع التي تركّزت حول بناء قدرات السوريين في مجالات وحقول فنية مختلفة.
حضر سؤال الأرشيف بقوّة في أغلب المشاريع التي قدّمتها المجموعة، وما الطريقة الأمثل لجمعه ومن ثمّ إتاحته للعموم، ومن ذلك مشروع "نوطة"، وهو برنامج يُعنى بالموسيقى وأنواعها ولغاتها في أنحاء سورية، حيث تمكّن الفريق من أرشفة 3500 نوطة موسيقية تقريباً، ورقمنة 380 نوطة منها.
عند السابعة (بتوقيت دمشق) من مساء اليوم، تنظّم مؤسسة دوزان لقاءً يُبثّ عبر "زووم"، بهدف التعريف بمشروعها الأرشيفي الجديد، والذي يحمل عنوان "الخشبة"، وهو عبارة عن منصة إلكترونية تُعنى بأرشفة المسرح السوري. فبعد قرابة عام كامل على عملية التجميع، ثم الانتقال إلى إعادة بناء ما جُمع بصورة حيوية بعيداً عن احتكار المؤسسة الرسمية وخطاباتها، تأتي المنصة لتضع مادة واسعة بين يدي الجمهور.
تساهم في الندوة مجموعة من المشتغلين في المسرح السوري، من أكاديميين وكُتّاب، وهم: الأكاديمية حنان قصاب حسن، والباحث حسام السعد، والكاتب والمخرج وائل قدّور. وقد واكب هؤلاء نشاط الفن الرابع داخل سورية طيلة عقود، في الشتات والمنافي خلال العقد الأخير.
لا شك إنّ العمل على التاريخ المسرحي لبلد أبي خليل القباني (1833 - 1903) وسعد الله ونوس (1941 - 1997)، ليس بالأمر السهل، خاصة مع احتكار الجهات الحكومية ومؤسساتها هذه المهمة، قبل أن تأتي الانتفاضة عام 2011 لتحرّر السوريين وتمكّنهم من امتلاك أدوات المعرفة.
في هذا السياق، صرّح فريق العمل لوسائل إعلام، بأنه تمكّن من تصنيف وتبويب 400 عرض مسرحي ستبثّ على الموقع، إلى جانب العشرات من النصوص المسرحية والأبحاث والمقالات.
وستتألف المنصة من أبواب خمسة، كلّ منها يستهدف موضوعاً معيّناً، وهي: "العروض المتاحة للمشاهدة"، و"النصوص المنشورة أو المتاحة للقراءة"، و"المقالات والأبحاث"، و"قاعدة البيانات والسير الذاتية"، و"مساحة الاستضافة" المخصصة لعروض يرغب أصحابها ببثها عبر المنصة.