استمع إلى الملخص
- **دعم قطري مستمر للبنان**: أكد السفير القطري أن قطر تُعَدّ أكبر داعم للبنان، حيث يمول صندوق قطر للتنمية إعادة بناء المستشفى الذي دُمّر في انفجار مرفأ بيروت 2020.
- **تحسين الخدمات الصحية وتوسيعها**: أشادت مديرة المستشفى بجهود قطر في تمويل المستشفى بمواصفات عالية، مشيرة إلى أن المبنى الجديد سيحل مكان القديم المتضرر ويقدم خدمات طبية متكاملة.
في إطار تعزيز القطاع الصحي في لبنان، ولا سيّما الحكومي منه، وُضع حجر الأساس لمبنى جديد لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي - الكرنتينا، شرقي العاصمة اللبنانية، اليوم الاثنين، مع العلم أنّ من المتوقّع الانتهاء من إعادة إعماره بعد هدمه ثمّ تجهيزه بالكامل بتمويل من دولة قطر بعد عامَين. والمستشفى، الذي حُدّدت سعته بسبعين سريراً، سوف يوفّر العلاج والرعاية الطبية والاستشفائية المتكاملة في مختلف الاختصاصات، للفئات المهمّشة والأسر الأكثر حاجة في البلاد.
وتأتي هذه المبادرة، التي يموّلها صندوق قطر للتنمية، من ضمن مساعي رفع جودة الخدمات في المستشفيات الحكومية اللبنانية، أسوة بالمستشفيات الخاصة، ولا سيّما مع تفاقم الأزمة المعيشية. كذلك تمثّل المبادرة خطوةً في اتّجاه محو آثار الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وانفجار مرفأ بيروت (أغسطس/ آب 2020)، التي ما زالت ماثلة في أجزاء كبيرة من المبنى الذي سوف يُهدَم ليُعاد بناؤه. ولطالما مثّل هذا المستشفى الحكومي منفذاً للحصول على رعاية صحية للأطفال وحديثي الولادة والمصابين بالأمراض المزمنة والمستعصية.
في هذا الإطار، يقول السفير القطري لدى بيروت الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني لـ"العربي الجديد" إنّ دولة قطر تُعَدّ "أكبر داعم للبنان في السنوات الثلاث الأخيرة، إذ تقدّم دعماً كاملاً للجيش اللبناني ووزارة الصحة العامة فيه". أضاف أنّ "صندوق قطر للتنمية يتولّى تمويل عملية تشييد المبنى الجديد لمستشفى الكرنتينا الحكومي، بوصفه صرحاً صحيّاً كبيراً، دُمّر في انفجار مرفأ بيروت في عام 2020"، وذلك "من منطلق حرصنا على القطاع الصحي وعلى مواصلة دعم لبنان في شتّى المجالات".
وقد أوضح السفير القطري، في الاحتفال الذي أُقيم بمناسبة وضع حجر الأساس للمبنى الجديد، أنّ "مشروعنا اليوم يعكس، كما غيره من المشاريع العديدة، التزامنا بدعم لبنان وتعزيز العلاقات التاريخية والأخويّة. وتسعى قطر من خلال المساعدات الصحية والإنسانية إلى ضمان عالم أكثر صحةً للجميع". وتمنّى آل ثاني "انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في القريب العاجل، وكذلك عودة الاستقرار والأمل إلى الشعب اللبناني".
من جهتها، أشادت مديرة مستشفى بيروت الحكومي الجامعي - الكرنتينا كارين صقر بجهود دولة قطر، ورأت أنّها "حقّقت حلماً لم نكن نتخيّل تحقيقه، لجهة تمويل مستشفى حكومي بمواصفات عالية". ولفتت صقر لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "المبنى القديم سوف يُهدم ليحلّ مكانه مبنى متكامل مع 70 سريراً، يقدّم الرعاية الاستشفائية في مجالات الجراحة العامة والقلب والعظام والمفاصل والعيون والأمراض المزمنة ومجالات أخرى".
وأوضحت صقر أنّ "المستشفى كان صغيراً، وقد توقّف عن العمل في عام 2016 بسبب نقص التمويل، قبل أن نعاود فتحه لاحقاً"، مع العلم أنّ "نصف أقسامه مقفلة بسبب الدمار الذي لحق به في أيام الحرب الأهلية، وكذلك من جرّاء انفجار الرابع من أغسطس 2020". أضافت أنّ "المستشفى كان يُعتمَد سابقاً للحجر الصحي المخصّص للمصابين بأمراض معدية. أمّا اليوم، مع الهبة القطرية، فسوف نحظى بمستشفى متكامل"، شارحةً أنّ "التمويل يشمل تجهيز المستشفى بالمعدات والمستلزمات الطبية كافة، لتُقدَّم الخدمات إلى عدد كبير من الناس". وشدّدت صقر على أنّ المستشفى "حاجة ماسّة في هذه المنطقة (الجغرافيّة)، إذ لا مستشفى حكومياً في الجوار، بل مستشفيات خاصة فقط يعجز مواطنون كثيرون عن تحمّل كلفتها الباهظة".
في سياق متصل، أشارت مديرة مستشفى بيروت الحكومي الجامعي - الكرنتينا إلى "مبنى آخر تابع للمستشفى رُمّم بتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والوكالة الفرنسية للتنمية، وقد افتُتح في العام الماضي". وأكملت صقر أنّ المبنى المذكور "سوف يتحوّل، بعد تنفيذ المشروع القطري، إلى مستشفى خاصّ بالأم والطفل، ولا سيّما أنّنا نتميّز بتوفير خدمات العناية الفائقة للأطفال".
وقد أُقيم احتفال وضع حجر الأساس للمبنى الجديد في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي - الكرنتينا برعاية وزير الصحة العامة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، الذي قال إنّ المستشفى سوف يعود "رمزاً للتجدّد والصمود والحياة، وسوف يخدم الشعب اللبناني بأكمله، ولا سيما الأكثر هشاشة" منه. وبيّن أنّ "المشروع ليس الأوّل من نوعه بالنسبة إلى صندوق قطر للتنمية، إذ قدّم هذا الصندوق مساعدات طبية عديدة للشعب اللبناني".
بدوره، شدّد المدير العام لصندوق قطر للتنمية بالإنابة سلطان بن أحمد العسيري، في احتفال وضع حجر الأساس لمبنى المستشفى الجديد، على حرص قطر على "توفير خدمات طبية متطوّرة". وأوضح أنّ "هذا الصرح الصحي سوف يكون علامة فارقة في تعزيز القطاع الصحي والتنمية المستدامة وتحسين مستوى نوعية الحياة للمواطنين والمقيمين في لبنان".
في خلال احتفال وضع حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي - الكرنتينا، اليوم الاثنين، كانت كلمة لرئيس مجلس إدارة المستشفى ميشال مطر، نوّه فيها بالدعم القطري للقطاع الصحي في لبنان، وتحويل هذه المنشأة الطبية الحكومية إلى "مستشفى نموذجي يلتزم بالمعايير الدولية"، الأمر الذي من شأنه، بحسب مطر، أن "يُعزّز الصورة الإيجابية عن المستشفيات الحكومية في لبنان التي نطمح إليها".