طوفان لبنان: أمطار غزيرة تغرق الشوارع وعالقون في السيارات

10 نوفمبر 2024
غمرت المياه سيارات الإطفاء ومركبات بسبب الأمطار الغزيرة/23 ديسمبر 2023(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت بيروت فيضانات شديدة نتيجة الأمطار الغزيرة، مما أدى إلى احتجاز المواطنين في سياراتهم وتدخل فرق الدفاع المدني لإنقاذهم في مناطق متعددة مثل نفق المطار وبعبدا.
- أظهرت مقاطع الفيديو كميات كبيرة من النفايات تجرفها المياه، مما يبرز مشكلة الصيانة والسرقات في نفق المطار، وسط أزمات لبنان الأخرى كالحرب الإسرائيلية.
- أوضح محمد كنج أن الفيضانات نتجت عن تساقط كميات كبيرة من الأمطار في وقت قصير، حيث تجاوزت 20 ملم خلال نصف ساعة، مع تأثير الطقس الدافئ في زيادة حجم قطرات المطر.

تداول مغرّدون لبنانيون، مساء اليوم الأحد، فيديوهات وصوراً تظهر غرق شوارع العاصمة بيروت، بما في ذلك النفق المؤدي إلى مطار رفيق الحريري الدولي والطريق الساحلي، بسبب الأمطار الغزيرة التي تحولت إلى فيضانات. وأسفرت الأمطار عن احتجاز المواطنين داخل سياراتهم بعدما تحولت الطرقات إلى برك مياه، مما دفع فرق الدفاع المدني اللبناني إلى التدخل وإنقاذ العالقين في نفق المطار ومناطق بعبدا، الحدث، الشويفات وذوق مصبح، في مشهد تكرر في السنوات الماضية.

وانتشرت مقاطع مصورة تظهر كميات من النفايات تجري مع المياه في شوارع بيروت، مما يسلط الضوء على مشكلة الصيانة والسرقات التي طاولت المصافي في نفق المطار. هذه الحوادث تأتي في وقت يشهد فيه لبنان مأساة أخرى مع استمرار الحرب الإسرائيلية التدميرية، حيث أنقذ مواطنين من حريق ضخم في منطقة الحمراء، أمس السبت، لتضاف اليوم معاناة جديدة في مواجهة الغرق والطوفان.

في اتصال مع "العربي الجديد"، شرح رئيس قسم التقديرات السطحية في مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان، محمد كنج، أن السبب الرئيسي وراء طوفان الشوارع يعود إلى تساقط كميات كبيرة من الأمطار في وقت قصير. وأوضح كنج أن الأمطار التي هطلت في مناطق مثل خلدة والناعمة، وطريق المطار، تجاوزت 20 ملم خلال نصف ساعة، وهو ما يعتبر معدلاً يؤدي إلى الطوفان، لأن الأرض لا تستطيع امتصاص هذه الكمية في هذا الوقت القصير.

وأضاف كنج أن الأمطار في محيط مطار بيروت الجنوبي وصلت إلى 17 ملم في ربع ساعة فقط، وهو رقم عالٍ جداً، حيث إن المعدل المعتاد للأمطار الغزيرة وفق تعريف المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هو 8 ملم خلال ساعة، مما يعني تساقط 8 ليترات على كل متر مربع. وأوضح أن هذه الكميات الكبيرة من الأمطار تتسبب في غمر الطرقات، خصوصاً مع بداية موسم الأمطار.

وأشار إلى أن كمية المتساقطات تكون أكبر كلما اقتربنا من مركز الخلية الرعدية، التي لا تسقط عادة في نقطة جغرافية صغيرة، بل تمتد على مساحة كبيرة، مما يبرر تضرر مناطق أكثر من غيرها. وأضاف كنج أن الكميات التي لا يمكن للأرض استيعابها تجري نحو النقاط الأضعف، أي المناطق المنخفضة، ما يتسبب في تدفق المياه من مناطق مرتفعة إلى أخرى أدنى، كما حدث من مدينة الشويفات إلى طريق المطار.

وأكد كنج أن "الأزمة كانت ستكون أكثر تعقيداً لو أن الأمطار الغزيرة تساقطت عند ساعات الذروة بعد الظهر، حيث تزدحم الشوارع بالسيارات". وأضاف أن "الخلية الرعدية الكبيرة تركزت في منطقة ضبيه شمال بيروت، وفي منطقتي خلدة والناعمة جنوب العاصمة وجنوب طريق المطار. كما سقطت حبات برد صغيرة، لا يتجاوز حجم كل منها 2 سنتيمتر، في منطقة الناعمة الساحلية".

وأوضح كنج أن الطقس في شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني يكون دافئاً نسبياً، مما يجعل حجم قطرات المطر أكبر بستة أضعاف مما هو عليه في الطقس البارد، وذلك نتيجة الانتقال من طقس دافئ إلى بارد، وهو ما يساهم أيضاً في حدوث الطوفان. وأشار إلى أن مشهد الطوفان تكرر في العام الماضي على أوتوستراد ضبيه، وفي عام 2022 في مدينة جونيه شمال العاصمة. وأضاف أن العديد من المنخفضات الجوية التي كانت متوجهة لمنطقتنا أثرت بدلاً من ذلك في الدول الأوروبية، مشيرًا إلى مشاهد الفيضانات التي شهدتها إسبانيا، أخيراً.

المساهمون