تحدّت الفتاة السودانية الكفيفة مريم أبكر إبراهيم إعاقتها ولم تستسلم لها، وأبدعت في صناعة الإكسسوار اليدوي، رغم أنها فقد البصر بعد 6 أشهر فقط من ولادتها.
بدأت قصة مريم بعد أن أكّد الأطباء أنّ إجراءات العلاج لن تجدي معها نفعاً وأنها لن تبصر مجدداً، لتقرّر بعد أن بلغت العاشرة من عمرها تعلّم بعض المهن الصغيرة التي تجد نفسها فيها، وترفع من معنوياتها.
وخلال أربعة أعوام، درّبت مريم نفسها على مواصلة العمل في صنع الإكسسوارات المنزلية واليدوية بمساعدة بعض الأصدقاء، حتى تمكّنت من الذهاب إلى السوق وحدها دون مساعدة أحد.
حرص مريم على تعلم مهن بسيطة جاء لإعالة نفسها وأخويها اللذين فقدا أيضاً بصرهما، وتوفير متطلبات الحياة من مأكل ومشرب.
وتشير مريم حول تعاملها مع الزبائن إلى أنها تسمع وجهة نظر الزبون، لتعرف إن كان طلبه من الأشياء المصنّعة الجاهزة أم يريد شكلاً وتطريزاً خاصين للإكسسوارات لتقوم بتصنيعها له. وتلفت إلى أنّها تدلي برأيها في تنسيق واستخدام الألوان في كلّ المنتجات المطلوبة، ودائماً ما يقتنع العملاء بذائقتها.
وبعد أعوام من ترك الدراسة، التحقت مريم أخيراً بالمرحلة الثانوية، بعد خضوعها لامتحان استطاعت أن تجتازه، وتنتظر حالياً الشهادة للالتحاق بالجامعة، مؤكدة أنها تعمل وتدرس في آن واحد.