استمع إلى الملخص
- لاقت المبادرة تجاوباً كبيراً من الشباب الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة، حيث شارك حلاقون من جنسيات مختلفة مثل محمد خالد البهبون وأشرف إسلام ودينا الفار، لتقديم خدماتهم مجاناً.
- ساهمت المبادرة في تحسين الحالة النفسية للنازحين، خاصة الأطفال، وعكست نموذجاً للتضامن المجتمعي في مواجهة الأزمات من خلال تقديم الدعم بطرق مبتكرة.
في إطار المبادرات والمساعدات المقدمة للنازحين، رحب النازحون في مدينة صيدا بمبادرة الحلاقة في ظل ظروفهم الصعبة والبطالة
لم يتمكن الكثير من النازحين من جنوب لبنان، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، من أخذ احتياجاتهم الأساسية معهم من ملابس وغير ذلك، ويعيش بعضهم أوضاعاً سيئة للغاية بعدما لجؤوا إلى مراكز الإيواء والساحات والطرقات العامة. ووسط هذه الظروف الصعبة، لا تتوفر الكثير من الخدمات للنازحين. فوجبات الطعام وحدها لا تعد كافية، بل هناك حاجة إلى أمور عدة، وقد فقد كثيرون أعمالهم.
في هذا الإطار، أطلقت جمعية زهرة التوليب الخيرية مبادرة حلاقة وتصفيف شعر للرجال والنساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولاقت هذه المبادرة تجاوباً من قبل العديد من الشبان الفلسطينيين الذين يقيمون في مخيم عين الحلوة لللاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوبي لبنان، ومنهم من نزح إلى الشرق من مدينة صور.
وتقول رئيسة جمعية التوليب الخيرية، صفاء حميد صالح، والمقيمة في بلدة سيروب شرقي مدينة صيدا: "منذ بدء النزوح، عملنا في الجمعية على تقديم خدماتنا لإخوتنا النازحين من الجنوب اللبناني ومن مناطق أخرى. وزعنا المواد الغذائية والأغطية والملابس، ثم فكرنا في مبادرة نستطيع من خلالها مساعدة النازحين. أطلقنا مبادرة لتأمين الحلاقة للرجال والنساء، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها النازحون، وقد استجاب لهذه المبادرة العديد من الشباب الذين يعملون في المهنة، وأبدوا رغبتهم في المساعدة من دون مقابل مادي".
ويقول محمد خالد البهبون، المتحدر من غزة، والمقيم في مخيم برج الشمالي، وقد نزح منذ حوالي شهر إلى مخيم عين الحلوة، وقبلها من مخيم اليرموك في سورية، ويعمل حلاقاً للرجال: "وضع النازحين صعب جداً. يحتاجون إلى الكثير من الأمور الحياتية ما يتطلب المال. نزحوا جراء العدوان وتركوا أعمالهم، علماً أن كثيرين كانوا مياومين. عندما علمت بأن هناك مبادرة حلاقة، سجلت اسمي في قائمة المبادرين، وأحببت أن أساهم في تلك المبادرة تخفيفاً عن النازحين".
من جهته، يقول أشرف إسلام، المتحدر من مدينة عكا الواقعة شمال فلسطين المحتلة، والمقيم في مخيم عين الحلوة: "عندما علمت بالمبادرة، رغبت في التطوع من أجل تقديم المساعدة للنازحين الذين ليس باستطاعتهم الذهاب إلى الحلاق. هدفنا من هذه المبادرة تخفيف الأعباء عن النازحين ومساعدتهم".
من جهتها، تقول مصففة الشعر دينا الفار، المتحدرة من قطاع غزة، واللاجئة في مخيم عين الحلوة: "أعمل مصففة شعر، وعندما علمت بالمبادرة رغبت في المساعدة، خصوصاً أن النازحين يعيشون أوضاعاً صعبة اقتصادياً. من هنا، وفي إطار إمكانياتي، أحببت أن أكون جزءاً من المبادرة التي عرفت عنها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".
ويوضح الحلاق أحمد دمج المقيم في مخيم عين الحلوة: "أملك محل حلاقة في مخيم عين الحلوة. بعدما شن العدو الإسرائيلي عدوانه على جنوب لبنان ومناطق أخرى واضطر الناس إلى النزوح، بدأت بالمشاركة مع حلاقين آخرين بمبادرات حلاقة في عدد من مراكز النازحين. أكرس أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس للمبادرات، والجمعة والسبت والأحد للعمل في محلي. بعدما عملت بهذه المبادرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، أردت المساهمة في التخفيف عن أهلنا النازحين من خلال قص شعر الرجال والفتية".
إلى ذلك، تقول الطفلة ضحى التي تركت بيتها في قرية الخرايب (قرى قضاء صيدا في محافظة الجنوب) جراء الحرب: "منذ تركنا بيتنا، لم نجد مركزاً يؤوينا، فلجأنا إلى موقف السيارات هذا. هنا لا دورات مياه ولا مياه للاستحمام ولا شيء. منذ وصلت مع عائلتي، لم أستحم إلا مرة واحدة. لذلك لا أستطيع أن أترك شعري طويلًا خوفاً من انتشار القمل. فضلت أن أقص شعري، وسعدت عندما علمت بالمبادرة".
بدوره، يقول الشاب أحمد المتحدر من سورية، والنازح من منطقة الخرايب جنوبي لبنان، والبالغ من العمر 14 عاماً: "منذ تركت بيتي لم أقص شعري، وقد صار طويلاً جداً. نزحنا إلى هذا الموقف الذي لا تتوفر فيه دورات مياه. لذلك، لا أستطيع الاستحمام كما أن الطقس حار جداً. في غالبية الأوقات، أتوجه نحو البحر حتى أسبح لأنظف شعري وجسدي، علماً أن مياه البحر مالحة لكنها أفضل من لا شيء. وعندما علمت بالمبادرة، فضلت قص شعري من أجل النظافة. هذه مبادرة مجانية".