يساهم تغير المناخ في دفع عدد قياسي من الناس للفرار من منازلهم حول العالم، بينما يؤدي إلى تدهور ظروف النزوح التي تعد بالفعل أشبه بـ"جحيم"، وفق ما أفادت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، حيث حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من زيادة أعداد اللاجئين من المناطق المعرضة بصورة خاصة إلى تغير المناخي، وذلك في حال لم يتم ضخّ استثمارات لتحسين البيئة.
وأشارت المفوضية، في تقريرها الذي قدمته خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 29) المنعقد العاصمة الأذربيجانية باكو، إلى كيفية تفاعل الصدمات المناخية في أماكن مثل السودان والصومال وبورما مع النزاعات التي تشهدها هذه البلدان لدفع الأشخاص المعرّضين أساسا للخطر إلى أوضاع أكثر خطورة. وقال مفوض شؤون اللاجئين فيليبو غراندي: "في ظل ازدياد قوة الصدمات المناخية، وتكرار حدوثها في المزيد من الأماكن، يتزايد عدد النازحين الذين يجدون أنفسهم مضطرين مرة وأخرى للبحث عن مكان آمن وقابل للعيش به"، مضيفا "في أنحاء عالمنا يسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والفيضانات والحر الذي يشكل تهديدا لحياة الناس وغير ذلك من أحداث الطقس الحادة حالات طوارئ تتكرر بشكل مقلق".
وقالت المفوضية إن الأشخاص يفرون في الكثير من المناطق بسبب العنف والصراعات، ولكن هذا يرجع أيضا إلى الصراع على الموارد التي تنضب بسبب التغير المناخي. ويفر الكثير من اللاجئين إلى دول مجاورة، هي نفسها متضررة بشدة من التغير المناخي. ووفقا للمفوضية، فإن 75% من بين 123 مليون شخص فروا من أوطانهم بحلول نهاية العام الماضي ويعيشون في أماكن أخرى، كانوا يقيمون في دول تواجه خطورة مرتفعة للتعرض للكوارث المتعلقة بالتغير المناخي. يشار إلى أنه خلال العقد الماضي، اضطر نحو 220 مليون شخص لمغادرة قراهم ومدنهم على الأقل بصورة مؤقتة بسبب الكوارث المناخية المتعلقة بالتغير المناخي.
دعوة لتحديد أهداف جديدة للتمويل المناخي
من جانبه، دعا الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، إلى تحديد هدف جديد وطموح للتمويل المناخي العالمي، مشددا في الوقت نفسه خلال افتتاح (كوب 29) على أن أزمة المناخ تؤثر على الجميع، مؤكدا أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "هي المكان الوحيد الذي يمكننا فيه معالجة أزمة المناخ المتفشية، وبدونها ستتجه البشرية نحو خمس درجات من الاحتباس الحراري العالمي". وركز الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في كلمته على أهمية التكيف والمساءلة، مؤكدا أن الدول بحاجة إلى مؤشرات واضحة للتقدم في مجال التكيف.
وبالتزامن مع افتتاح المؤتمر، أصدرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقريرها السنوي حول حالة المناخ لعام 2024، حيث أطلقت صافرة إنذار إزاء مناخ تغير في جيل واحد بوتيرة مفزعة فاقمتها وعجلت بها كثيرا المستويات التي تتزايد باستمرار من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي. وذكرت المنظمة أن الأعوام 2015 - 2024 ستمثل العقد "الأحر على الإطلاق"، مع تسارع فقدان الأنهار الجليدية وارتفاع مستويات سطح البحر وارتفاع حرارة المحيطات، فيما تلحق ظواهر الطقس القاسية الدمار بالمجتمعات وتضر الاقتصادات في جميع أنحاء العالم. يذكر أن فعاليات (كوب 29) ستستمر حتى 22 نوفمبر الجاري بمشاركة رؤساء ومندوبين ومنظمات مجتمع مدني ومراقبين، لبحث أزمة المناخ وصياغة اتفاق يحدد النهج العالمي لمعالجة تغير المناخ.
(أسوشييتد برس، فرانس برس، قنا)