مظاهرات جديدة للحراك الطلابي في الجزائر رفضاً لانتخابات يونيو

عاد الحراك الطلابي في الجزائر اليوم الثلاثاء إلى الشارع، في رابع أسبوع على التوالي يتظاهر فيه الطلبة في العاصمة وعدة مدن جزائرية، للمطالبة بالحريات والانتقال الديمقراطي الحقيقي وتمدين الحكم، ورفضاً للانتخابات البرلمانية المبكرة المقررة في 12 يونيو/ حزيران المقبلة.

وشهدت العاصمة الجزائرية اليوم مظاهرة طلابية جديدة، رفعت فيها شعارات وهتافات مناوئة للسلطة، وتجمّع الطلبة في ساحة الشهداء، قبل الانطلاق في المظاهرة التي جابت شارع العربي بن مهيدي، وصولاً إلى نصب تمثال الأمير عبد القادر، قبل أن تباغت مسيرة الطلبة قوات الأمن، لتعرج على مقر البرلمان، حيث أطلقت شعارات تصف البرلمان السابق بغير الشرعي، والانتخابات المقبلة بالمسرحية السياسية، بسبب ما يعتبره المتظاهرون غياب الشروط والمناخ الديمقراطي الذي يسمح بإجراء انتخابات شفافة من شأنها أن تفرز برلماناً شرعياً.

وتزايد حضور الطلبة والمتظاهرين في مظاهرات اليوم، مقارنة مع مظاهرات الأسابيع الماضية، وإضافة إلى الشعارات التي تطالب بتمدين الحكم في الجزائر، واستبعاد مؤسسة الجيش من صناعة القرار؛ سُمعت في مظاهرات اليوم هتافات "الجزائريين إخوة، الشعب توحد يا خونة"، رداً على تصريحات وزير الاتصال عمار بلحيمر، التي تضمنت تقسيمات واتهامات لمكونات الحراك الشعبي بالعمل لصالح تنظيمات يسارية ويمينية وصفها بالمتشددة، كما رفعت شعارات تطالب بتحرير الإعلام والصحافة والعدالة، ولافتات تعبر عن إصرار الطلبة على مواصلة التظاهر حتى تحقيق التغيير السياسي في البلاد.

وكتب على لافتة كبيرة رفعت في المظاهرة شعار طويل هو: "تغيير اللاتغيير يساوي تغيير الواجهة مع بقاء مركز القرار نفسه، لتستمر المسرحية بتعديل النص، تبديل الممثلين ونفس المخرج، يساوي نتيجة ديكورية محسومة مسبقاً"، ما يعبر عن رفض الطلبة للانتخابات النيابية المقبلة.

وقال الطالب محمد صابري لـ"العربي الجديد" إن الطلبة مصرون على الاستمرار في التظاهر حتى تتضح معالم التغيير، حتى الآن لا مؤشر على وجود تغيير سياسي، الحريات ما زالت مقيدة، الحراك مسموح في العاصمة وممنوع في باقي الولايات، الاعتقالات مستمرة، والنظام يلعب لعبته السياسية المفضلة وهي الانتخابات، نحن لن نشارك فيها لأنها لم تكن، وليست حلاً في ظل الظروف التي لم يتغير فيها شيء".

أخبار

التحديثات الحية

الرئيس الجزائري يقيل مدير الأمن العام للمرة الرابعة في ثلاث سنوات

وانضم إلى مسيرات الطلبة عشرات المتظاهرين والناشطين الذين يدعمون الحراك الطلابي كل ثلاثاء، وراقبت قوات الشرطة المظاهرة الطلابية، وأبقت على تمركزاتها نفسها في وسط العاصمة قرب ساحة أودان والبريد المركزي والجامعة المركزية، كما أغلقت كالعادة النفق الجامعي لمنع الطلبة من المرور عبره، ولم تحدث صدامات بين الطلبة والشرطة، ما عدا مناوشات خفيفة عندما حاولت قوات الشرطة منع مسيرة الطلبة من التوجه نحو مقر البرلمان.

كذلك جرت في جامعة بجاية وقفة طلابية لدعم مطالب الحراك الشعبي، شارك فيها بعض الأساتذة الجامعيين، كما نظم الطلبة بولاية تيزي وزو شرقي الجزائر مسيرتهم الطلابية الأسبوعية، وشهدت مدينة وهران غربي الجزائر وقفة طلابية شارك فيها عدد من الناشطين، بينهم شيخ متقدم في السن كان قد تعرض لاعتداء عنيف من قبل قوات الأمن في مسيرات الجمعة الماضية.