مظاهرات السويداء المستمرة تنتعش من جديد بعد فترة من المراوحة

26 يوليو 2024
جانب من مظاهرات السويداء، 26 يوليو 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

في جمعة جديدة من احتجاجات محافظة السويداء جنوبي سورية، احتشد مئات المحتجين، اليوم الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، مؤكدين عزمهم على الاستمرار حتى تحقيق الأهداف التي خرجوا من أجلها قبل ما يقارب العام.

ورغم محاولات السلطات الأمنية السورية المستمرة لإنهاء الحراك الشعبي، وبعد مرور أيام قليلة على محاولة إرهاب المتظاهرين وافتعال أكثر من حجة لإطلاق النيران وإصابة أحد المواطنين ومن ثم عملية اغتيال أحد قادة الحراك الشعبي، إلا أن الحراك يجد الطريقة التي يستغل فيها محاولات السلطة في ترهيب المواطنين، ليؤجج مشاعر الرفض الشعبي ويحشد للحراك السلمي.

يقول الناشط المدني "ناظم سلوم" لـ"العربي الجديد": "في وجه كل عقبة تضعها السلطة أمام الحراك الشعبي، يخلق انتصار جديد غير متوقع يُعيد للحراك الشعبي زخمه وتألقه ويزيد من إصرار المحتجين على الصبر والمتابعة. ولعل الأحداث التي شهدتها السويداء الفترة الأخيرة تؤكد مدى العجز الذي وصلت إليه السلطات في إنهاء الحراك رغم وجود التعزيزات العسكرية والعقلية الأمنية التي حملها محافظ السويداء الجديد. أما الذي لم يفهمه النظام الأمني حتى الآن فهو أن كل محاولة ضغط ترتد عليه بحشد شعبي وتآلف بين المكونات الاجتماعية، ولعل الإعلان عن هيئة عامة للحراك وانتخاب لجنة سياسية يوم أمس كان رداً مناسباً لكل الضغوط الأمنية والعسكرية".

وتأتي احتجاجات اليوم الجمعة متزامنة مع الذكرى السادسة للهجوم الذي قامت به مجموعات من تنظيم داعش على عدد من قرى وبلدات الريف الشرقي يوم 25/يوليو/2018، والذي راح ضحيته أكثر من 500 مدني بين قتيل وجريح من أهالي السويداء. وقد اعتاد السكان في هذا التاريخ أحياء الذكرى بزيارة قبور الضحايا وعدد من أسرهم والاحتفال بالنصر الذي حققوه على المعتدين.

يقول "سند أبو عمار"، أحد أهالي قرية الشبكي في الريف الشرقي لمحافظة السويداء لـ"العربي الجديد": "لقد مرت ست سنوات منذ الاعتداء الوحشي الذي طاول أهالي قريتي وأودى بحياة العشرات من الأطفال والنساء والرجال وهم نيام، وكل ما مرت ذكرى الفاجعة على القرية نلتقي جميعاً في مقبرة البلدة لنستذكر من جديد ضحايانا ونرسل لأرواحهم التمنيات بالرحمة والسلام. وغالباً ما حضرنا إلى البلدة من الأماكن التي هاجرنا اليها بعدما عزَّ العيش بها ولم يبق إلا القلة من العائلات والأسر والتي لم يتغير عليها شيء من الفقر وما زالت تكافح في أعمال الزراعة وتربية الماشية من أجل البقاء والحفاظ على المنازل".

وأضاف: "اليوم وفي ساحة الكرامة تحيي ذكراهم رافعة صور أبطال الحرية انطلاقا من معركة التصدي لتنظيم داعش مروراً بصور ضحايا انتفاضة السويداء ضد العصابات الأمنية في مثل هذا اليوم من العام 2022".

أيام من التوتر والقلق في السويداء

وكانت السويداء قد مرت بأيام من التوتر والقلق تخللها احتجاز لضابط وعناصر أمنية يوم أمس الخميس، بالإضافة لنزاعات محدودة مصطنعة بين البعض من أبناء العشائر وآخرين من المجموعات المحلية، في حين شغلت المحافظة على مدى الأيام الماضية باعترافات لأحد أفراد شبكات التضليل والتشهير الذي ادعى باعترافاته التعاون مع أحد الاعلاميين التابعين للسلطة والإساءة لشخوص الحراك الشعبي وفي مقدمتهم "مرهج الجرماني" الذي اغتيل قبل ايام.

وفي هذا الشأن تقول الناشطة شهيرة عزام لـ"العربي الجديد": "كانت هذه الاعترافات بمثابة الصفعة للسلطة وأدواتها التي وجدت من خلال التشهير بنساء ورجال الحراك الفرصة لتخريب النسيج الاجتماعي، في مجتمع ضيق تؤثر فيه السمعة ويهتم بالعادات والتقاليد السائدة".

وتضيف عزام: "في رأيي كان لهذه الاعترافات التي جاءت نتيجة القبض على المدعو نور عريج أثر كبير في تصويب الرأي العام المحلي وحتى في مناطق أخرى نحو الحراك الشعبي. أما عن الاعتراض لعدم محاسبته وتسليمه للجهات الأمنية ليتلقى محاكمة عادلة، فنحن حراك سلمي نحاسب اجتماعيا ولسنا جهة قضائية أو أمنية ولن نكون كذلك".

الصورة
انتفاضة السويداء
انتفاضة السويداء تقترب من إكمال سنتها الأولى (العربي الجديد)

وفي الوقت الذي يفصل أسبوعان عن إكمال السنة الأولى لانطلاقة انتفاضة السويداء، لا يزال المحتجون مصرين على الاستمرار في حراكهم السلمي الرامي للتغيير السياسي في البلاد، وكان اليوم لمحتجي قرية الجنينة الدور في تنظيمها والإشراف على فعالياتها، رافعين شعار "مستمرون حتى اسقاط الطاغية".

دريد الصحناوي أحد المشاركين في الاحتجاجات؛ أشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن الأمور بدأت تتضح وأن الانتفاضة أوجعت النظام فبات يتخبط رغم محاولاته الظهور بموقف اللامبالي. وأوضح: "كنت قد اعتكفت لأسبوعين عن الذهاب إلى ساحة الكرامة، لكن المستجدات الإيجابية والسلبية كانت دافعا لعودتي للساحة".

المساهمون