من المقرّر أنّ تطلع قيادة حركة "المقاومة الإسلامية" "حماس" الفصائل الفلسطينية، عصر اليوم الأحد، على تفاصيل مباحثاتها الداخلية والعروض المقدمة من مصر والأمم المتحدة للتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
ومن المقرّر أن يلتقي بالفصائل رئيس مكتب العلاقات الوطنية في "حماس"، حسام بدران، الذي حضر مع وفد الحركة يوم الخميس الماضي.
وعلى نحو مفاجئ أعلنت حركة "فتح" أنها ستحضر اللقاء في غزة، رغم التراشف الإعلامي مع "حماس" خلال الساعات الأخيرة، وتبادل الاتهامات حول التهدئة المزمع عقدها في غزة، والتي يبدو من صيغتها التي تسربت أنها تجاهلت ملف المصالحة الفلسطينية.
وتهدف "حماس" من هذا اللقاء، وفق معلومات متداولة، إلى إطلاع الفصائل على ما توصّلت إليه من عروض، إلى جانب وضع ملاحظات الفصائل محل بحث من الجميع.
وسيناقش الكابينيت الإسرائيلي اليوم الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي، الترتيبات في قطاع غزة، كخطوة أولى "نحو التفاهم بين إسرائيل وحماس بوساطة مبعوث الأمم المتحدة نيكولاي ملادينوف والمخابرات المصرية، بهدف تحقيق الهدوء التام على الحدود"، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انقسم الفلسطينيون حول عروض التهدئة الحالية، بين مرحّب بها من أجل إعادة الحياة إلى القطاع المحاصر والمدمر، ورافض لها باعتبارها تراجعاً من "حماس" عن مواقف سابقة لها، إذ كانت ترفض في عهد حكم السلطة لغزة التهدئة باعتبارها "تنازلاً".
ووصف بيان نشرته "فتح" قيادة "حماس" بالمتنكرة لمصالح الشعب والمشروع الوطني الفلسطيني، من خلال "إمعانها في رفض إنجاز المصالحة الوطنية وإنهاء سيطرتها على قطاع غزة بالقوة والاستمرار في تمزيق وحدة الوطن والشعب والقضية".
وقال رئيس المكتب الإعلامي لـ"فتح"، منير الجاغوب: "إننا ندقّ ناقوس الخطر ونحذّر شعبنا وقواه الوطنية من خطورة ما يُحاك ضده من مؤامرات تمثل صفقة القرن رأس الحربة فيها، وهي الصفقة التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية نهائياً وتقزيم المطالب الفلسطينية وحصرها في قضايا إنسانية وإقامة كيان هزيل في غزة، مع تجاهل تام لكافة الحقوق السياسية التي يناضل شعبنا من أجلها وقدم في سبيلها قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، وفي مقدمة هذه الحقوق حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف".
واعتبر الجاغوب "انخراط قيادة حماس في مفاوضات مخزية مع حكومة الاحتلال إنما هو التطبيق الفعلي لأهم بنود صفقة القرن، وهو تنفيذ لأخطر أهدافها المتمثل بفصل غزة عن بقية الوطن وتشكيل دويلة فيها تكون مقبرةً لمشروعنا الوطني!".
وبدا من تصريح الجاغوب أنّ حركته لا تُعارض مبدأ التهدئة، لكنها ترفضها كونها "تجرى بمعزل عن القيادة الفلسطينية الشرعية". غير أنه تجاهل وقيادات "فتح" والسلطة الأخرى الإشارة إلى الموقف المصري، وهو الراعي الأبرز لهذه المفاوضات، ولم يعلقوا عليه.
ورد القيادي في "حماس"، سامي أبو زهري، على تصريحات الجاغوب وغيره من قادة السلطة و"فتح" بالقول: "هناك تصعيد فتحاوي ممنهج ضد حركة حماس يهدف إلى توتير الأجواء وإفشال الجهد المصري".
Twitter Post
|
وقال أبو زهري على حسابه الرسمي في "تويتر": "على فتح أن تتخلّى عن عنجهيتها وأنّ تدرك أنها سقطت في الانتخابات وهي مجرد فصيل، وأن رئيسها انتهت شرعيته ولا طريق للشرعية إلا صندوق الاقتراع أو التوافق".
Twitter Post
|
وأشار إلى أنّ "موضوع التهدئة سيقرّر به في السياق الوطني"، موضحاً أنّ ما سماها "مزايدات فتح" مرفوضة و"من يتفاخر بالعيش تحت بساطير الاحتلال ويتعاون معه أمنياً لا يحق له المزايدة على تضحيات غزة".