الفلسطينيون يحيون فعاليات اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى

03 اغسطس 2024
فعاليات اليوم الوطني لنصرة غزة والأسرى في الضفة الغربية، 3 أغسطس 2024 (العربي الجديد)
+ الخط -

أحيا الفلسطينيون اليوم السبت فعاليات اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى، في معظم محافظات الضفة الغربية، وذلك على وقع تواصل الاغتيالات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي سواء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أو خارجها، وحرب الإبادة المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي مدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، أحيت القوى والفصائل الفلسطينية ومؤسسات الأسرى، بمشاركة الاتحادات والنقابات والحراكات الشعبية، فعاليات اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى بوقفة ومسيرة حاشدة. وانطلقت الفعاليات بحشد شارك فيه المئات على دوار المنارة وسط رام الله، تلا خلاله رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس بياناً مركزياً باسم اللجنة التحضيرية لليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى أكد خلاله أهمية المشاركة الوطنية في هذا اليوم لكل الفلسطينيين موحدين تحت راية العلم الفلسطيني وضرورة البناء على هذا اليوم لما بعده من استنهاض الطاقات نحو فعل وطني متواصل وفعاليات لا تتوقف.

وقال فارس لـ"العربي الجديد": "أهمية هذا اليوم في اتحاد الشعب الفلسطيني بكل فئاته وأطيافه وتشكيلاته وأطره المنظمة، بأن يلتئموا ليطلقوا صرخة تعبر عن الرفض والإدانة للجرائم المقترفة بحق الشعب الفلسطيني في حرب الإبادة على غزة، وحرب الانتقام التي يتعرض لها الأسرى في سجون الاحتلال". وأكد فارس وجوب "أن يلقي كل من أهالي الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 بثقلهم، إلى جانب أصدقاء الفلسطينيين في العالم، ليكونوا في الميزان ويصبحوا معطى على طاولات السياسة".

من جهتها، قالت فدوى البرغوثي عضو المجلس الثوري لحركة فتح وزوجة الأسير مروان البرغوثي لـ"العربي الجديد": "ما يحصل مع الأسرى والمعتقلين هو حالة استفراد، في ظل انشغال العالم بما يحدث في قطاع غزة والضفة والقدس، حيث يُنفذ بهذا الاستفراد الاغتيال والتعذيب والإهانة للأسرى والمعتقلين"، وطالبت بأن تكون "كلمة سر الشعب الفلسطيني لحماية نفسه وأسراه ووقف العدوان؛ الوحدة الوطنية، والنضال والكفاح من أجل الحرية".

بدوره، قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح وعميد الأسرى السابق فخري البرغوثي لـ"العربي الجديد" إن "الخروج إلى الشارع اليوم هو من أجل أهل غزة والأسرى، الذين يعيشون مرحلة صعبة جداً لم يعيشوها من قبل"، مضيفاً: "نقول للشعب الفلسطيني والعالم كله إن الإنسانية أضحت مفقودة، ويجب على شعبنا الوقوف إلى جانب أسراه وأبنائه وإلى جانب غزة وطولكرم وجنين ونابلس، لأن الجميع أصبح هدفاً للإسرائيليين، لكننا لن نرحل من أرضنا".

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، خلال مشاركته في الاجتماع الخامس عشر لمجلس أمناء مؤسسة ياسر عرفات، "ونحن نحيي اليوم، يوماً وطنياً وعالمياً لنصرة غزة والحركة الأسيرة، فإننا نتعرض لعدوان وحشي شامل يشنه الاحتلال الإسرائيلي على شعبنا وعلى جميع الجبهات، خاصة على أهلنا في قطاع غزة الحبيب". وأضاف مصطفى: "لا تخفى على أحد مخططات الاحتلال وإجراءاته المتسارعة في استهداف مشروعنا الوطني والتنكر لحقوقنا الوطنية الثابتة التي كفلتها الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة. هذه المخططات بدت أكثر وضوحاً مع حرب الإبادة الجماعية في غزة".

وتابع مصطفى: "يستهدف الاحتلال مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، عبر الاقتحامات اليومية وآخرها اليوم في طولكرم، والتمدد الاستيطاني غير المسبوق؛ ومؤخراً، تصويت الكنيست بالقراءة الأولى على تصنيف وكالة أونروا منظمة إرهابية، في محاولة لشطب قضية اللاجئين".

مخاوف على الأسرى في سجون الاحتلال

وهتف مشاركون بالوقفة في رام الله والبيرة للأسرى وغزة، وضد جرائم الاحتلال وللوحدة الوطنية، كما هتفوا لفصائل المقاومة، ورددوا كلمات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية "لن نعترف بإسرائيل" وبعد انتهاء المسيرة توجه الحشد إلى ساحة مركز البيرة الثقافي حيث عبر هناك ذوو الأسرى عن المخاوف التي تحيق بأبنائهم في سجون الاحتلال.

إيمان عليان شقيقة الأسير علي عليان المعتقل منذ العام 2003 والمحكوم بالمؤبد خمس مرات، قالت لـ"العربي الجديد" إن ما وصلها عن شقيقها أنه فقد قرابة 60 كيلوغراماً من وزنه، لكنها غير متأكدة بسبب انقطاع أخباره التام منذ بداية الحرب على غزة، ما عدا بعض الأنباء التي تصل مع أسرى بعد الإفراج عنهم. وأكدت عليان أهمية مثل هذا اليوم العالمي "ليشعر العالم بالتضامن مع الشعب الفلسطيني، ومع الأسرى في المعتقلات، الذين تمارس بحقهم أعمال إجرامية، ومهم لغزة التي يباد شعبها بكل الطرق، عبر القتل والهدم والتهجير ومنع الطعام والدواء".

كما أحيا الفلسطينيون في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى في مسيرة رُفعت خلالها الأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل الوطنية والإسلامية ولافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي بحق غزة والأسرى، داعين لتحرك دولي لوقف جرائم الاحتلال، بالإضافة إلى كلمات ألقتها مؤسسات الأسرى خلال الوقفة الجماهيرية.

حضور شعبي

وقال الناطق باسم القوى الوطنية والإسلامية في الخليل، فهمي شاهين في حديث مع "العربي الجديد" إن "الفلسطينيين، تحديداً من ذوي الأسرى المعتقلين في السجون الإسرائيلية، والأسرى المحررين، ونشطاء وكوادر العمل الوطني والقوى السياسية والشعبية والمؤسسات المدنية والأهلية، شاركوا في الفعالية الشعبية نصرةً لقطاع غزة والأسرى وسط حضور واسع ولافت".

وأشار إلى أن "الفعاليات الوطنية واجهت في الآونة الأخيرة تهميشاً، وتراجعاً في الحضور الشعبي، لاعتبارات عديدة، منها غياب الوحدة الوطنية وسط الانقسام الفصائلي الذي يتبدد أمام الفعاليات التي تتخطى فكرة اعتبارها تجمهراً شعبياً، إلى كونها جزءاً من النضال الوطني الذي نأمل أن يتوسع، بالإضافة إلى تراجعها إثر التهديدات الإسرائيلية التي تلاحق المشاركين بالفعاليات الوطنية، غير أنها لن تحقق اليوم جدوى أمام الحضور الشعبي الواسع".

وأشار شاهين إلى أن "رمزية الفعالية وشعبيتها الواسعة في الخليل، جاءت من كون المحافظة تعاني من سياسة الاحتلال في تكثيف الاعتقالات بحق أهلها لا سيما وأن نحو 9800 أسير يقبعون في سجون الاحتلال، منهم ما يقارب 2500 من الخليل، بالإضافة إلى أن الأمر الأساسي لهذه الفعاليات هو إعلاء الصوت في مواجهة التواطؤ الدولي، أمام ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة يمارسها جيش الاحتلال الفاشي".

وأحيا الفلسطينيون في بيت لحم فعاليات اليوم الوطني والعالمي لنصرة غزة والأسرى بمسيرة ووقفة انطلقت من دوار الشهداء وسط بيت لحم، وصولاً إلى ساحة المهد. وفي مدينة نابلس رفع المشاركون صوراً للشهداء والأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولافتات تدعو لنصرة قطاع غزة ووقف العدوان الإسرائيلي المتواصل عليها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ذوقان: وجب على الكل الفلسطيني أن يتوحد

وقال منسق الفعالية مظفر ذوقان لـ"العربي الجديد" إن "الشعب الفلسطيني واحدٌ في كل أماكن تواجده، لذلك من الضروري أن يقف إلى جانب بعضه البعض، قبل أن يطلب من بقية الشعوب أن تتضامن معه"، مضيفاً "الحرب العدوانية على أبناء شعبنا في غزة المكلومة مستمرة منذ أكثر من 300 يوم، ومن حينها والحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي تعاني ظروفاً غير مسبوقة، حيث جرائم القتل والاغتصاب والتعذيب". وشدد ذوقان على أن "أحرار العالم ينظرون إلى القضية الفلسطينية على أنها قضيتهم، ومن هنا وجب على الكل الفلسطيني أن يتوحد، وينبذ الخلافات، فالدماء الطاهرة الزكية النازفة في غزة والضفة يجب ألّا تذهب هدراً". ودعا ذوقان المجتمع الدولي ومؤسساته "لتحمل مسؤولياته وتنفيذ ما شملته القوانين الإنسانية والاتفاقات الدولية على رأسها اتفاقية جنيف الرابعة، وعدم الكيل بمكيالين وتناسي حقوق الشعب الفلسطيني".

ووسط مدينة سلفيت، أكد المتحدثون خلال فعاليتهم، أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية تشن حرباً وحشية على الأسيرات والأسرى، وتنكل بهم وتنفذ سياسات الإعدام بحقهم يومياً، داعين المجتمع الدولي إلى ضرورة لجم غطرسة الاحتلال، وزيارة غرف الزنازين والسجون للوقوف عن كثب على ما يتعرض له الأسرى من بطش وتعذيب غير مسبوقين. وشدد المتحدثون على أن ما يحدث في غزة منذ أكثر من 300 يوم هو إجرام بحق الشعب الفلسطيني ككل، في ظل صمت مطبق من المنظومة الدولية، ما يعطي الاحتلال الإسرائيلي ضوءاً أخضر لاستمرار عدوانه.

وضمن فعاليات اليوم العالمي لنصرة غزة والأسرى، أكد مشاركون في فعالية وسط مدينة قلقيلية أن حرب الإبادة والعدوان الشامل على كافة أبناء الشعب الفلسطيني هي امتداد طويل لعقود من الاستعمار، وأن النضال الوطني الفلسطيني مستمر ولن يتوقف مهما بلغت التضحيات. وأشار المتحدثون إلى أن القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها تمر بأيام عصيبة، وهذه الأحداث تتزامن مع حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وكذلك مع استمرار التنكيل بالأسرى وإعدامهم داخل المعتقلات.

المساهمون