مايك هاكابي.. سفير ترامب في إسرائيل الذي يطمح لضمّ الضفة الغربية

13 نوفمبر 2024
هاكابي في حفل إسرائيلي في نيويورك في 31 مارس 2019 (Getty)
+ الخط -

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الثلاثاء، اختيار الحاكم السابق لولاية أركنسو مايك هاكابي سفيرا لواشنطن لدى إسرائيل. وقال ترامب في بيان إن هاكابي "يعشق إسرائيل وشعب إسرائيل، وشعب إسرائيل يبادله العشق. سيعمل مايك بلا هوادة من أجل عودة السلام إلى الشرق الأوسط". ويعود ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني من عام 2025.

وأدلى هاكابي في أكثر من مرة بتصريحات عنصرية ترفض حل الدولتين، وتدعم المستوطنات غير الشرعية بموجب القانون الدولي. وفي حديث لقناة "سي أن أن"، عام 2017، قال هاكابي: "هناك بعض الكلمات التي أرفض استخدامها. لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية". وأضاف: "هناك يهودا والسامرة (الاسم الذي يطلقه اليهود على الضفة الغربية). لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية". وأردف: "لا شيء اسمه استيطان (غير قانوني) هناك مجتمعات وأحياء ومدن".

داعم شرس للاستيطان

وبحسب موقع أكسيوس الأميركي، فإن علاقة وثيقة تربط مايك هاكابي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما أعرب مراراً وتكراراً عن دعمه للمستوطنين اليهود ودعم فكرة ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة. وفي عام 2015، قال هاكابي إن إسرائيل لديها ارتباط تاريخي أقوى بالضفة الغربية من ارتباط الولايات المتحدة بمانهاتن. وفي عام 2019، أعرب هاكابي عن اعتقاده أن لإسرائيل الحق في ضم أجزاء من الضفة الغربية. وخلال حملته الرئاسية عام 2008، قال هكابي إنه "لا يوجد حقًا شيء اسمه فلسطيني" وجادل بأن الأرض التي ستقام عليها الدولة الفلسطينية المستقبلية يجب أن تؤخذ من الدول العربية الأخرى، وليس إسرائيل، وكشف موقع أكسيوس أن هكابي أراد أن يتم تعيينه سفيراً لإسرائيل خلال فترة ولاية ترامب الأولى.

ويعد هاكابي الأشدّ حماساً في دعمه للمستوطنين والأكثر استعداداً للاستنفار من أجل دعم الجماعات اليهودية التي تطالب بتدمير الأقصى.

ويزور هاكابي إسرائيل في أوقات متقاربة، ويتوجه مباشرة للمستوطنات في الضفة الغربية لتقديم الدعم للمشروع الاستيطاني هناك.

وعندما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يزور الولايات المتحدة، كان هاكابي يزور إسرائيل على رأس وفد يضم 400 شخصية من قيادات كنسية مسيحية صهيونية من الولايات المتحدة وغيرها. وزار الوفد عدداً من المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وكان هاكابي المتحدث الرئيس في مؤتمر نظم في مستوطنة "بسغوت" القريبة من رام الله. وذكر موقع "كيكار هشبات"، الذي يمثل التيار الديني المتطرف في إسرائيل، أن هاكابي هاجم خلال الزيارة حل الدولتين واصفاً إياه بـ"الجنون".

وعندما زار الأراضي الفلسطينية المحتلة، قاد مايك هاكابي 5000 من المستوطنين اليهود وآخرين من أتباعه بناءً على دعوة من المجلس الاستيطاني "شمرون"، الذي يضم المستوطنات اليهودية شمال الضفة الغربية. وأظهر تقرير نشره موقع "ولاه"، أن هاكابي احتج خلال زيارته لـ"قبر يوسف" في نابلس على اضطرار اليهود للانتظار حتى يحل الليل من أجل الوصول إلى نابلس و"الصلاة" في القبر. وقال هاكابي: "هذا وضع لا يمكن تصديقه، اليهود يحتاجون من أجل الوصول إلى هنا والصلاة في المكان المقدس لهم لآلاف الجنود من أجل حمايتهم. أنا اعتقد أن الناس في الولايات المتحدة لا يدركون ما يتوجب على الإسرائيليين أن يقوموا به فقط من أجل أن يتمكنوا من أداء الصلاة". وطالب الحكومة الإسرائيلية بتغيير الوضع القائم في نابلس وغيرها من المدن الفلسطينية بحيث يتمكن اليهود من الدخول والوصول إلى "الأماكن المقدسة الخاصة بهم بحرية ووقتما شاؤوا".

علاقة مايك هاكابي بالحاخام يهودا غليك

ويحافظ هاكابي، شأنه شأن سائر القادة المنتمين إلى بعض الكنائس الإنجيلية المسيحية الأميركية المؤيدة للصهيونية، على علاقة وثيقة بجماعات "الهيكل" اليهودية التي تجاهر بسعيها لتدمير المسجد الأقصى من أجل توفير الظروف أمام إعادة بناء الهيكل اليهودي. ويرتبط بشكل خاص بعلاقات قوية مع النائب "الليكودي"، الحاخام يهودا غليك، الذي يعد أبرز قادة جماعات الهيكل في إسرائيل. وعرض موقع "عروتس شيفع" الذي يعبر عن المستوطنين اليهود في الضفة، صوراً تجمع هاكابي وغليك على هامش لقاءات نظمت في المستوطنات. وبلغ حماس هاكابي للمشروع الاستيطاني لدرجة أنه قام نهاية عام 2014 بزيارة إلى مقار الشركات والمصانع الأجنبية التي تقيم فروعا لها في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وشجعها على مواصلة أنشطتها هناك.

وكان تحقيق تلفزيوني عرضته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، قبل عام، قدم معطيات حول طابع الدعم الذي تقدمه بعض التيارات المسيحية المتشددة للمستوطنات. وأظهر التحقيق أن المحسوبين على هذه الجماعات المسيحية المؤيدة للصهيونية في الولايات المتحدة وغيرها، يجمعون عشرات الملايين من الدولارات سنوياً ويقدمونها لدعم الاستيطان والجماعات اليهودية التي تعمل على تهويد مدينة القدس المحتلة، والحركات التي تجاهر بالسعي لتدمير المسجد الأقصى، وحينها أشار التحقيق إلى هاكابي باعتباره أبرز الداعمين.