لماذا نُسجّل هذه الوقائع؟

03 ديسمبر 2018
مقطع من عمل لـ ريم يسوف/ سورية
+ الخط -

تخشى مستعمرَك
حين تصدأ شبابيكُ بيوتٍ بناها
وقد اعتلتها ملامح كهولة
وانبعثت منها روائح عتيقة
لحنين
إلى
أيام
مضت
يفوق التخيُّل فيها الوقائع.


تخشاه
حين تبدأ تتقاطع دروب التذكّر
على لسانيكما
وهي منحدرة في سفح البدايات
نحو أسطورة عتيقة
عن جنّة ماضٍ مفترضة
ومن يعلم، قد تتحاربان
في هذه الدرب أيضًا
على تحديد حدود الجنّة
وأصل ثمرتها الأم:
أبرتقال أم أفوكادو؟

(لم يعد أحد يسأل عن التفاح).

عندها يكون جذر الاستعمار قد قسا
وسينافسك على طعم الزيت
ورائحة الخزامى،
وعلى حكايات غولة العين
التي تسميها أنت العين الغربية
بينما هو علق عليها لافتة
تقول بحروف عبريّة:
"معيان همزراح".

قريتك الدّارسة كانت شرقها
لذلك هي غربيّة
فأين السؤال؟
ولكنك تعرف الجواب المُرّ.
فالآن،
بعد تشريفه،
وغياب شمالها في جنوبها
سيسهل إطلاق شتى العناوين عليها،
بل حتى سيتسنى وصمُها بـ:
عين السيّد هرتسل اليُمنى نفسه.


فلماذا تسجّل هذي الوقائع إذًا؟
ربما للإبقاء على إحداثيات وطن.
إن لم يكن في ديوان التاريخ،
ففي الصفحات الثقافية،
على الأقلّ.


* كاتب وشاعر فلسطيني

المساهمون