أبليد غلوفر في التسعين.. الروح الخفية لغانا

04 يوليو 2024
غلوفر في "غاليري تحالف الفنانين" الذي أسسه في العاصمة الغانية؛ أكرا (Getty)
+ الخط -

يُفتتح، مساء اليوم الخميس، في "غاليري أكتوبر" بلندن، معرض "عوالم داخلية، رحلات خارجية" للفنان التشكيلي الغاني أبليد غلوفر (1934)، الذي يتواصل حتى الثالث من الشهر المقبل، ويضمّ أعمالاً نُفّذت خلال العقد الأخير.

يُعدّ غلوفر أحد أبرز الفنانين المعاصرين في غرب أفريقيا، وقد ولد إبّان حكم الاستعمار البريطاني، وتأثّر ببداياته بالتقاليد الفنية التي تنتمي إلى مملكة آشانتي، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، وتم استعادة رموزها، في سياق التحرّر ونيْل غانا استقلالها عام 1957.

شكّل ذاك العام لحظة فارقة في سيرة غلوفر الذي حصل على منحة دراسية بعد لقائه كوامي نكروما (1909-1972)؛ أول رئيس لغانا المستقّلة، فتوجّه إلى بريطانيا لدراسة تصميم المنسوجات في "المدرسة المركزية للفنون والتصميم"، والتربية الفنية في "جامعة نيوكاسل".

بعد عودة قصيرة إلى بلاده، حصل الفنان على بعثة دراسة ثانية ودرس الماجستير والدكتوراه في "جامعة أوهايو الأميركية"، ليعود إلى غانا من جديد أستاذاً للفنون في جامعة "نكروما للعلوم والتكنولوجيا في كوماسي"، ويقدّم بالتوازي أعمالاً تعكس التحوّلات الثقافية والاجتماعية والسياسية في الغرب الأفريقي عقب الاستقلال.

الصورة
من المعرض
من المعرض

على مدار العقود السبعة الماضية، رسَم غلوفر بالزيت على القماش مصوّراً المناظر الطبيعية، و البشر في الأسواق والساحات العامة ومحطّات الشاحنات وخلال قيامهم بأشغالهم اليومية. كما تحضر النساء بشكل أساسي في مناظره التي تغلب عليها الإيقاعات الصاخبة والحيوية ولمسة جمالية تحتفي بالمكان والناس.

تعدّد الألوان وغناها، وحركة الحشود وانتشارها، هما عنصران رئيسيان يكونّان المشهد الذي يتكرّر بتنويعات مختلفة بحسب تطوّر تجربة الفنان، عبر اعتنائه بالتفاصيل ونقل الضجة والصخب، لكن الكثير من الأعمال تبدو زخارف لونية مجرّدة عن بعد، بالنظر إلى تماثل الوحدات التي تكوّن المشهد من اللوحة وتكرارها، كما هو الحال في لوحة "ناس" (2023) التي تصور مجاميع بشري وسط الزحام.

الصورة
من المعرض
من المعرض

الناس الذي ينتسبون لثقافة وهوية وحياة مشتركة يمثلون الثيمة الأكثر جذباً للفنان الذي يحتفي هذا العام بعيده التسعين، ويقدّمها في سلسلة "الشعب الأصفر" و"الشعب الأخضر" و"الشعب الأحمر"، من خلال استخدام لقماش كينتي، المنسوج من القطن والحرير، ويرمز إلى ثقافة الأشانتي، المنتشرة في كل مكان في عالم الموضة لدى شعب غانا، أو في سلسلة "الصلاة" و"الابتهاج" في تعبيراته عن الطقوس والعادات التي تجمع الغانيين، وتكون النساء مركز الحدث، في إصرار على تقديمها بصور إيجابية تمثل الشجاعة والقوّة.

إلى جوار الشجرة المقدّسة في ثقافة آشانتي والتي رسمها غلوفر بعشرات الأشكال والألوان، فإنه ظلَّ مخلصاً للعنصر البشري، وإلى تلك الروح الخفية التي تشير إلى ثورة الشعب الغاني ضدّ الاستعمار والنظام الأبوي والاستغلال الطبقي، والتي لا تنبعث من نضالات الحياة اليومية للناس.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون