نقص الوقود والدقيق المدعوم يؤجج احتجاجات السودان

20 ديسمبر 2018
أزمة الخبز أشعلت الاحتجاجات في السودان (فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من محاولات الحكومة ضبط إيقاع الأزمة الاقتصادية والمعيشية في السودان، إلا أن نقص الوقود في محطات التوزيع، ونقص الدقيق المدعوم وتراجع استيراده من الخارج، تؤجج حركة التظاهرات في الشارع، لا سيما بعد غلاء الخبز.

ورغم تصريح والي ولاية نهر النيل، في الإعلام اليوم، بأن الهدوء عاد إلى مدينة عطبرة، بعد وصول كميات من الدقيق وزعت على مخابز المدينة، على أن يباع سعر الخبز بما كان عليه قبل اندلاع المظاهرات بواقع جنيه واحد لقطعة الخبز، إلا أن التظاهرات الاحتجاجية بقيت تعم شوارع عطبرة وبربر تنديداً بغلاء المعيشة.

ورفع المتظاهرون شعارات تندد بفشل حكومة الولاية في حل الأزمات التي تعيشها عطبرة، من غلاء في الأسعار وشح الوقود والخبز.

وقد ارتفع سعر الخبز من جنيه واحد إلى 3 جنيهات للقطعة الواحدة، نتيجة توفير الجهات الرسمية دقيق الخبز التجاري للمخابز بأسعار أعلى (وهو سعر السوق غير المدعوم) بواقع 870 جنيها للجوال زنة 25 كيلوغراما، مقارنة بالمدعوم من الحكومة والذي يبلغ سعره 560 جنيها للجوال.

وراجت أنباء عن صدور قرار من وزارة المالية بزيادة الدعم المُقدم لجوال الدقيق من 350 إلى 450 جنيهاً.



وقال مصدر شرطي في ولاية نهر النيل لـ"العربي الجديد"، إن السبب الرئيسي للاحتجاجات هو ارتفاع أسعار الخبز، مشيرا إلى عجز الأسر عن توفير احتياجاتها اليومية من الخبز بسبب ندرته وارتفاع سعره، لافتا إلى توفير الحكومة تعزيزات أمنية كبيرة بمدينة عطبرة، بقوات من جهاز الأمن والجيش والشرطة لحراسة المرافق الحكومية، في حين لا تزال الاحتجاجات مستمرة.

مصادر مطلعة على ملف الدقيق أفادت "العربي الجديد" بأن كافة الشركات دخلت في نظام بيع الدقيق التجاري للولايات زنة 25 كيلوغراما، لأن الدقيق المدعوم لا يكفي ولاية الخرطوم، ما اضطر الجهات الرسمية إلى طرح الدقيق التجاري للولايات.

وكيل توزيع لإحدى شركات المطاحن الكبرى قال لـ"العربي الجديد"، إن إنتاج شركات المطاحن كافة في اليوم، كافٍ لتغطية استهلاك الخبز، إلا أن تسرب الدقيق لاستخدامات أخرى (تصنيع المواد النشوية والمخبوزات كالمعكرونة والشعيرية والسكسانية والباسطة والمخبوزات) يُحدث تراجعا في صناعة الخبز وانتظام الصفوف، ويُسبب كذلك التظاهرات المناهضة لندرة وارتفاع أسعار الخبز، كما يحدث بنهر النيل آنيا.

وأشار إلى انتظام وانسياب توزيع الدقيق المدعوم لكافة الولايات، خاصة ولاية الخرطوم لارتفاع عدد سكانها مقارنة بالولايات الأخرى.



ولفت المدير العام لشركة مطاحن الحمامة لإنتاج الدقيق بالخرطوم، ياسر عبدالهادي، لـ"العربي الجديد"، إلى أن شركات المطاحن كافة توزع دقيقا تجاريا ومدعوما في الوقت نفسه، مشيرا إلى أن توزيع المدعوم للولايات يتم عبر المنافذ الرسمية تحت إشراف الأمن الاقتصادي.

وقال إن مطحنته تنتج 15 ألف جوال في اليوم بطاقتها القصوى من القمح، غير أنه يواجه آنيا إشكالا في انسياب القمح المستورد من روسيا وأوكرانيا من ميناء بورتسودان للخرطوم، بسبب الترحيل وندرة الوقود، مشيراً إلى عجز الحكومة عن حلها، الأمر الذي يؤثر على إنتاج الكميات الكافية من الدقيق لصناعة الخبز، لافتا إلى أن معظم الدقيق الذي ينتجه مدعوم.

رئيس الحكومة موسى موسى أشار، في بيان سابق في المجلس الوطني (البرلمان)، إلى تحمل الحكومة عبء فرق الأسعار العالمية والمحلية المدعومة للقمح، لضمان توفير وانسياب الخبز لمنع تجاوز السعر جنيها واحدا.
المساهمون