تحركات ورفض دولي للعقوبات الأميركية على النفط الإيراني

23 ابريل 2019
الصين حذرت من اضطراب أسواق النفط(Getty)
+ الخط -


تصاعدت ردود الأفعال الدولية على القرار الأميركي بإنهاء الإعفاءات الممنوحة لعدد من الدول من العقوبات المفروضة على صادرات النفط الإيراني بعد يوم 2 مايو/ايار المقبل، حيث أعلنت دول مثل الصين وتركيا رسمياً رفضها للقرار بينما أعلنت كوريا الجنوبية إرسال وفد إلى واشنطن لمحاولة إقناعها بتمديد الإعفاءات، فيما أعلنت الهند عن البحث عن موردين للنفط من غير إيران.
وحذرت الصين الثلاثاء من أن القرار الأميركي بفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الإيراني "ستفاقم الاضطرابات" في الشرق الأوسط وفي سوق الطاقة العالمي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ في مؤتمر صحافي وفق وكالة "فرانس برس" إن "الصين تعارض بشدة فرض الولايات المتحدة عقوبات أحادية، وما تصفه بسلطتها البعيدة الأثر"، مضيفاً أن "خطوة الولايات المتحدة "ستفاقم الاضطرابات في الشرق الأوسط وفي السوق الدولية للطاقة"، مؤكداً أن الصين ستواصل "العمل من أجل حماية حقوق الشركات الصينية القانونية والمشروعة".

أما المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا فصرح للصحافيين أن طوكيو تأمل في "تبادل الآراء المتعلقة بالشركات اليابانية، ومناقشة الخطوات الضرورية لتجنب التأثير السلبي على إمدادات الطاقة لليابان".


وقال وزير الطاقة الهندي دهارميندرا برادهان إن نيودلهي ستتسلم "إمدادات إضافية من دول أخرى كبرى منتجة للنفط" مضيفاً أن مصافي النفط "مستعدة تماماً لتلبية الطلب المحلي على البنزين والديزل وغيرها من منتجات النفط".

تحركات كورية

وفي كوريا الجنوبية، قالت وزارة الخارجية إنها "ستواصل بذل أقصى جهودها لتمديد الإعفاء"، ورغم تأكيد الولايات المتحدة إنها لن تمنح أي اعفاءات.

وقال مسؤولان في حكومة كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء لوكالة "رويترز" إن وفداً من البلاد سيتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع على أقرب تقدير لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين حول القرار الأميركي بعدم تمديد الإعفاءات الممنوحة للعقوبات المفروضة على استيراد النفط الإيراني.

وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما إن الوفد الذي سيقوده نائب وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية يون كانج-هيون سيطلب المزيد من التفاصيل عن القرار الأميركي.

وقال أحد المسؤولين "أمامنا بعض الوقت حتى الموعد النهائي في مايو، ونعتزم محاولة معرفة ما إذا كان يمكن إقناع الحكومة الأميركية بتمديد الإعفاءات".

ووفقاً للمتحدث باسم شركة هانوها توتال، احدى أكبر شركات البتروكيميائيات في كوريا الجنوبية، فإن "المكثفات الايرانية أدنى سعراً من غيرها كما أنها أفضل نوعية"، مضيفاً لوكالة "فرانس برس"، أنه "علينا الآن البحث عن ثاني أفضل منتج".

ويقول خبراء كوريون جنوبيون إن الغاء الإعفاءات الأميركية كان متوقعاً، وإن الشركات وضعت خططا احتياطية تتضمن تنويع خيارات الاستيراد من دول من بينها قطر واستراليا.


وتعتمد مصافي النفط في كوريا الجنوبية - التي تفتقر إلى موارد الطاقة - على النفط الإيراني بشكل كبير خاصة المكثفات النفطية المستخدمة في إنتاج المواد البتروكيميائية.

واستوردت سيول 2,4 مليون طن من المكثفات النفطية من إيران في الربع الأول من العام، بحسب جمعية صناعة البتروكميائيات الكورية، أي أكثر من 30% من إجمالي مشترياتها.

واجتمع مسؤولون من وزارة التجارة مع منتجين للبتروكيماويات في سول اليوم الثلاثاء لتقدير حجم الأثر المحتمل للقرار الأميركي وإيجاد سبل للحد من أثره عن طريق جلب النفط من أماكن أخرى.

آلية أوروبية

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الثلاثاء إن آلية دعم المبادلات التجارية التي أقامتها فرنسا وبريطانيا وألمانيا للالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران تحقق تقدما إيجابيا، وذلك بعد الخطوات الأخيرة للحكومة الأمريكية للضغط على إيران.

وأضافت الوزارة في إفادة إلكترونية وفقا لـ"رويترز" أن "العمل الذي دخل حيز التنفيذ يحقق تقدما إيجابيا ومن المأمول الوصول لنتيجة نهائية. يجب أيضا على إيران تحقيق تقدم مكافئ من جانبها".

وأداة دعم المبادلات التجارية طريقة لمقايضة صادرات النفط والغاز الإيرانية ببضائع الاتحاد الأوروبي، لكن الطموحات المعلقة عليها تراجعت. ويقول دبلوماسيون إنها لن تُستخدم إلا في معاملات أقل حجما مثل مشتريات السلع الإنسانية أو الأغذية.

تسييس النفط

وقال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه خلال جلسة برلمانية اليوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ترتكب خطأ سيئا بتسييس النفط واستخدامه كسلاح.

وأضاف زنغنه وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) أن الولايات المتحدة لن تحقق حلمها بخفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، مضيفا أننا " سنعمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل كسر العقوبات الأميركية".

وقال زنغنه إن "أميركا ارتكبت خطأ سيئاً بتسييس النفط واستخدامه كسلاح في ظل الحالة الهشة للسوق"، مضيفاً أنه لا يمكن التنبؤ بسوق النفط وإن إعلان الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين أنهم يستهدفون الإبقاء على أسعار النفط مستقرة هو مؤشر على بواعث قلق لديهم، مشيراً إلى أنه "لا يمكن التيقن من إنتاج نفط يكفي لتلبية الطلب.. لأن بعض دول المنطقة تعلن عن طاقات إنتاج أعلى من مستوياتها الحقيقية".

السعودية ترفع الإنتاج

وقال مصدران في أوبك لوكالة "رويترز" إنه ليس من المتوقع أن تزيد السعودية صادراتها النفطية في مايو/ أيار بمعدل كبير مقارنة بشهر أبريل/ نيسان.

وقالت المصادر إن إنتاج السعودية في مايو/ أيار سيكون أعلى من إنتاجها في الشهر الحالي لكنه سيظل ضمن المستهدف وفقا لاتفاق أوبك+ لخفض الإمدادات والبالغ 10.3 مليون برميل يوميا، مضيفة أن "زيادة الإنتاج السعودي من النفط في مايو/ أيار لا علاقة لها بالعقوبات على إيران".

وقال مسؤولون سعوديون إن صادرات المملكة في أبريل/ نيسان ستقل عن سبعة ملايين برميل يوميا في حين سيبلغ الإنتاج 9.8 مليون برميل يوميا.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أمس الإثنين إن الرئيس دونالد ترامب واثق من أن السعودية والإمارات ستفيان بالتزاماتهما بتعويض النقص في سوق النفط.

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون