انخفاض أسهم المؤسسات المالية الأميركية.. والبقية تتماسك

14 مارس 2023
تقلبات عنيفة لأسعار الأسهم الأميركية وهبوط أسهم البنوك (Getty)
+ الخط -

بعد تراجعات كبيرة، بدأت قبل ساعات العمل الرسمية، وامتدت لأكثر من ساعة بعد الفتح، تماسكت الأسهم الأميركية، باستثناء أسهم البنوك والمؤسسات المالية، وارتفعت مؤشراتها الرئيسية الثلاثة أغلب فترات يوم الإثنين، قبل أن ينتهي اليوم ومؤشرا داو جونز وإس آند بي 500 في المنطقة الحمراء، بينما نجا مؤشر ناسداك محققاً ارتفاعاً.

‏وخلال تعاملات أول أيام الأسبوع، وفي أعقاب انهيار ثلاثة بنوك أميركية، ‏تراجع مؤشر داو جونز الصناعي لليوم الخامس على التوالي، ‏بعدما فشلت إجراءات بنك الاحتياط الفيدرالي الاستثنائية في تهدئة مخاوف المستثمرين، خاصة في القطاع المصرفي.

وخسر المؤشر الأشهر في العالم نحو ربع نقطة مئوية، كما تراجع مؤشر إس آند بي 500 بنحو 0.15%، بينما تمسك مؤشر ناسداك بجزء من مكاسبه القوية التي تحققت في منتصف اليوم، لينهي التعاملات الرسمية على ارتفاع يقترب من نصف نقطة مئوية.

وتسبب انهيار البنوك الثلاثة في انهيار مماثل في عوائد سندات الخزانة الأميركية، بعدما ظهر فريق من المتوقعين لتثبيت البنك الفيدرالي معدلات الفائدة، خلال اجتماع يوم الثاني والعشرين من مارس/آذار الجاري، بعدما كانت التوقعات شبه مؤكدة برفع 50 نقطة أساس، قبل أسبوع واحد.

وتم تداول سندات الخزانة لعامين عند عائد يقترب من 4%، بينما كان فوق 5% حتى منتصف الأسبوع الماضي، وهو واحد من أكبر التراجعات في تاريخ عوائد السندات، في هذه الفترة القصيرة.

وبعد انهيار البنوك الثلاثة، وخوفاً من انتقال عدوى الخسائر، وربما الإفلاسات، إلى البنوك الأخرى، اتخذ مجلس الاحتياط الفيدرالي وإدارة الرئيس جو بايدن خطوات طارئة يوم الأحد في محاولة لطمأنة الأميركيين بشأن صحة النظام المالي.

ورغم الإجراءات الطارئة، ما زالت أسهم البنوك الإقليمية الأميركية تتعثر، حيث سجلت في تعاملات الساعات الأولى من يوم الإثنين أكبر تراجع لها في ثلاث سنوات، ما عَكَسَ قلق المستثمرين المتزايد بشأن القطاع بصفة عامة، في اعقاب ثلاث حالات فشل مصرفية في أسبوع واحد.

وقبل أن تنتصف جلسة تعاملات الإثنين، انخفض مؤشر (KBW Nasdaq) للبنوك التجارية بأكثر من 10%، مع انخفاض البنوك الكبيرة مثل كوميركا أكثر من 23%، وزيونز بانكورب 22%.

وفي أوروبا، شهدت الأسهم اليوم الإثنين أكبر انخفاض يومي لها هذا العام، متأثرة باستمرار تراجع أسهم البنوك، حتى مع تدخل السلطات للحد من تداعيات الانهيار المفاجئ للبنوك الأميركية الثلاثة.

وأنهى مؤشر ستوكس 600 تعاملات اليوم على انخفاض بنسبة 2.3%، مع تحمل أسهم البنوك والشركات المالية وشركات التأمين، إلى جانب أسهم الطاقة، وطأة ضغوط البيع.

وانخفضت أسهم البنوك 5.7%، نتيجة لعمليات بيع على مدى يومين هي الأسوأ أثرا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية أوائل العام الماضي.

وهبط سهم كريدي سويس 9.6% إلى مستوى قياسي منخفض جديد.

وانخفضت أسهم كوميرتس بنك الألماني وسوسيتيه جنرال الفرنسي وساباديل الإسباني 12.7% و6.2% و11.4% على الترتيب.

كما تراجع سهم إتش.إس.بي.سي 4.1% بعد إعلان استحواذه على الوحدة التابعة لبنك سيليكون فالي المنهار في المملكة المتحدة مقابل جنيه إسترليني واحد للسهم، وهو ما أنقذ مقرضا رئيسيا للشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في البلاد.

وعلى نحو متصل، تراجعت أسعار النفط عند التسوية بأكثر من 2% في تعاملات متقلبة اليوم الإثنين، إذ تسبب انهيار بنك سيليكون فالي في إثارة المخاوف من حدوث أزمة مالية جديدة، لكن انتعاش الطلب الصيني قدم الدعم للخام.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 2.01 دولار أو 2.4% إلى 80.77 دولارا. وهبط خام برنت في وقت سابق إلى أدنى مستوى خلال الجلسة عند 78.34 دولارا، وهو أدنى سعر له منذ أوائل يناير/كانون الثاني.

وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي 1.88 دولار أو 2.5% إلى 74.80 دولارا للبرميل. وتراجع الخام في وقت سابق إلى 72.30 دولارا للبرميل وهو أدنى سعر له منذ ديسمبر/كانون الأول.

المساهمون