رعب إفلاس المصارف الأميركية يطوّق الأسواق ويدفع المستثمرين للجنون

12 مارس 2023
تمدد المخاوف في الأسواق (Getty)
+ الخط -

ترتعد الأسواق المالية العالمية على وقع الانهيار المفاجئ لبنك "إس في بي" فاينانشال غروب (SIVB.O) الأميركي، وهو أضخم انهيار لبنك كبير منذ الأزمة المالية العالمية في العام 2008. ولا تمثل هذه الأزمة أكبر إفلاس مصرفي منذ فشل "واشنطن ميوتشوال" في 2008 فحسب، بل تشكل أيضاً ثاني أكبر فشل لبنك للتجزئة في الولايات المتحدة.

وخسرت أكبر أربعة مصارف أميركية 52 مليار دولار في سوق الأسهم الخميس، ثم تعثرت بعدها البنوك الآسيوية فالأوروبية.

في باريس، خسر سوسييتيه جنرال 4,49 في المائة وبي إن بي باريبا 3,82 في المائة وكريدي أغريكول 2,48 في المائة. في أماكن أخرى من أوروبا، خسر دويتشه بنك الألماني 7,35 في المائة وباركليز البريطاني 4,09 في المائة ويو بي إس السويسري 4,53 في المائة.

وأغلق المنظمون المصرفيون في كاليفورنيا بنك "إس في بي"، الذي كان يمارس نشاطه التجاري تحت اسم "سيليكون فاليه"، يوم الجمعة، وعينوا المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع (FDIC) مستلماً للتصرف في وقت لاحق بأصوله. ويتوقع بعض المحللين المزيد من الألم، حيث أدت هذه الحادثة إلى انتشار القلق بشأن المخاطر الخفية في القطاع المصرفي.

وذكرت ملاحظة من مكتب تداول في غولدمان ساكس أنه على مقياس من 1 إلى 10، كان يوما الخميس والجمعة "8" من حيث جنون المستثمرين في الأسواق، لا سيما في البنوك.

وقال كريستوفر والين، رئيس مجلس إدارة والن غلوبال آدفايزر الاستشارية، إنه "قد يكون هناك حمام دم الأسبوع المقبل، الباعة على المكشوف موجودون وسيهاجمون كل البنوك، وخاصة الصغيرة منها".

وقالت شركات مثل لوبلوكس كورب لصناعة ألعاب الفيديو وصانع أجهزة البث إن لديها مئات الملايين من الدولارات في الودائع في البنك الذي أعلن إفلاسه ("إس في بي"). وقالت شركة روكو التكنولوجية إن ودائعها لدى البنك كانت غير مؤمنة إلى حد كبير، ما أدى إلى انخفاض أسهمها بنسبة 10 في المائة في التداول الممتد.

وشرح البنكان الأميركيان، فيرست روبيبليك بنك وويسترن أليانس، يوم الجمعة، أن السيولة والودائع لديهما لا تزال قوية، بهدف تهدئة المستثمرين مع انخفاض أسهمهما. وأصدر آخرون مثل كوميرزبنك الألماني بيانات غير عادية لطمأنة المستثمرين.

وقال جيم بيانكو، من شركة بيانكو للاستشارات والأبحاث، لوكالة "بلومبيرغ": "من المستحيل تحديد ما سيحصل الأسبوع المقبل، ما تريده الأسهم هو عدم وجود عدوى مصرفية وأن يتراجع الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة. سيحصلون على أحد هذين الخيارين، وليس على كليهما".

والأسبوع الماضي، ربما كان الحدث الأكثر إثارة للجدل في سندات الخزانة، حيث شهدت العائدات أكبر انخفاض لها في يومين منذ الأزمة المالية. إن صدمات معدلات مثل هذه عادة ما تجبر أموال المضاربة على المراوغة.

وفي حين أن الوقت وحده هو الذي سيحدد ما إذا كان فشل مجموعة SVB المالية ينبئ بمخاطر ستتوالى على النظام المالي، فإن المستثمرين لم ينتظروا الوضوح. وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 4.6% خلال خمس جلسات، وهو أكبر رقم منذ سبتمبر/ أيلول الماضي. وتراجعت الشركات المالية بنسبة 8.5 في المائة.

المساهمون