المغرب يضبط استيراد الأغنام قبل الأضحى.. إليك التفاصيل

19 ابريل 2024
سوق للأغنام في المغرب (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المغرب يواجه تحديات في توفير الأغنام لعيد الأضحى بسبب الجفاف، مما دفع الحكومة لاستيراد الأغنام للمرة الثانية لضمان توافرها وتخفيف الضغط على الأسعار.
- الحكومة قدمت دعماً مالياً وإعفاءات ضريبية للمستوردين للسيطرة على الأسعار، لكن تباين الأسعار أثار تساؤلات حول فعالية هذا الدعم وأهمية دعم المربين المحليين.
- تتخذ الحكومة خطوات استباقية بما في ذلك استيراد مليون رأس إذا لزم الأمر، وتوفير دعم للمربين والمستوردين، وتشديد الإجراءات لضمان جدية العملية وتفادي المضاربة.

يتخوف المغرب من ارتفاع أسعار الأغنام في عيد الأضحى المقبل، في ظل الجفاف العنيف الذي أثر على الإنتاج الحيواني وتسبب في غلاء المدخلات التي تتسبب في ارتفاع كلفة الإنتاج. وأطلقت الحكومة صفقة من أجل استيراد الأغنام في الفترة المقبلة، وهي المرة الثانية التي تعمد فيها إلى جلب الأغنام من الخارج في ظل عدم توافر عرض كافٍ في السوق بسبب الجفاف.

واعتبر المستشار بالغرفة سعيد شاكر، مخاطبا وزير الفلاحة محمد الصديقي، الذي حضر إلى مجلس المستشارين لتناول وضعية الموسم الفلاحي، أن الحكومة تمكنت في العام الماضي من توفير عرض كافٍ من الأضاحي، غير أن هدف التحكم في الأسعار لم يتحقق، على اعتبار أنه في ظل الاستيراد يفترض أن يتراوح سعر الأضحية بين 140 و350 دولاراً.

وأوضح أنه رغم الدعم المالي التي وفرته الدولة للمستوردين والإعفاء من الرسوم الجمركية والضريبة من القيمة المضافة، تراوحت الأسعار بين 200 دولار و800 دولار، وهو فارق أثر في نظره على القدرة الشرائية للأسر، بسبب تدخل الوسطاء والمضاربين، متسائلا حول الجدوى من الدعم الذي يتاح اليوم للمستوردين.

ودعا المستشار في الغرفة الثانية من البرلمان، يونس ملال، إلى ضرورة تجاوز ما اعتبرها اختلالات قد تشوب عملية الاستيراد، مؤكدا أن يكون للدعم المالي الذي توفره الدولة للمستوردين أثر إيجابي على الأسعار، موصيا بوضع آلية للمراقبة حتى لا يستفيد المضاربون.

ويعتبر عبد العالي رامو، نائب رئيس الجامعة المهنية للحوم الحمراء، أنه يجب دعم المربين المحليين خاصة الصغار منهم، كي يتم تخفيف تداعيات ارتفاع تكاليف الإنتاج وإتاحة عرض كافٍ في المستقبل، من أجل عدم الارتهان للاستيراد.

ويؤكد لـ "العربي الجديد" أن ضبط أسعار الأغنام المستوردة يبقى رهن التدابير التي ستتخذها الحكومة، بما يضفي نوعا من الوضوح على التكاليف التي تحملها المستوردون وهوامشهم، مع التحسب للمضاربة ومن يستغلون ارتفاع الطلب من أجل زيادة الأسعار أكثر.

ويرنو المغرب كما في العام الماضي إلى تحديد وترقيم 6.8 ملايين رأس من الأغنام والماعز عبر الإنتاج المحلي والاستيراد، غير أن الأسعار قد ترتفع في ظل غلاء الأعلاف رغم الدعم الذي وفرته الدولة. لم يستبعد المغرب اللجوء إلى مضاعفة استيراد الأغنام لتلبية الطلب على الأغنام في عيد الأضحى، بعدما كانت وزارة الفلاحة حددت قبل ثلاثة أسابيع الواردات المستهدفة في 300 ألف رأس.

خطوات في المغرب لتوفير الأغنام

وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، عند حضوره مجلس المستشارين أمس الثلاثاء، أنه قد يتم بلوغ مليون رأس مستوردة، إذا اقتضت الحاجة ذلك، غير أنه شدد على أن العدد المستهدف إلى حدود الآن حدد في 600 ألف. وقد قررت الحكومة في نهاية مارس / آذار الماضي ومع قرب عيد الأضحى إتاحة دعم جزافي عن كل رأس من الأغنام المستوردة هذا العام أيضاً، حددته في حدود 50 دولاراً، حيث إن عملية الاستيراد تستغرق بين منتصف مارس ومنتصف يونيو المقبل.

يُفترض في كل مستورد جلب 1000 رأس على الأقل، ويُرتقب أن يأتي جزء مهم من تلك الواردات، وهو ما دفع نواباً في الغرفة الثانية من البرلمان إلى الدعوة لتأطير عملية الاستيراد بهدف تفادي استغلال المستوردين للظرفية الحالية من أجل الاستفادة من الدعم عبر المضاربة.

وأكد مستشارون في الغرفة الثانية من البرلمان، أن المغرب يضطر إلى استيراد اللحوم الحمراء، رغم الدعم الذي وفرته الدولة للمربين في الأعوام الأخيرة، ما يعني أن سنوات قليلة من الجفاف تعصف بالمكتسبات التي حققت. وأقر الوزير بأن الاستيراد ليس مسألة عادية اليوم. فقد كان المغرب يفرض رسوما جمركية بـ200 في المائة أمام واردات اللحوم من أجل حماية الإنتاج الوطني، مؤكدا أن الاستيراد مؤقت من أجل الحفاظ على القطيع المحلي.

وأشار الوزير إلى أن 100 مستورد عبّروا عن رغبتهم في استيراد الأغنام، مشددا على أن هؤلاء المستوردين سيضعون ضمانة مالية قبل الشروع في جلب الأضاحي، حيث إن تلك الضمانة تؤشر على جدية واضعيها في جلب ما التزموا به. وكانت الحكومة لجأت في ظل عدم توفر الكلأ الطبيعي إلى مواكبة مربي الأبقار والأغنام عبر توفير دعم لأسعار الشعير بـ20 دولاراً للقنطار بكلفة إجمالية تصل إلى 280 مليون دولار، ودعم الأعلاف المركبة الموجهة إلى الأبقار الحلوب بـ25 دولاراً للقنطار بكلفة تصل إلى 110 ملايين دولار، زيادة على تنشيط نقاط لتوفير المياه لتوريد الماشية.

المساهمون