استمع إلى الملخص
- المواطنون يعبرون عن أولوياتهم بتوفير الغذاء والسكن لأسرهم في ظل غياب مظاهر الاحتفال بالعيد، معبرين عن أملهم في انتهاء الحرب وعودة الحياة الطبيعية.
- ارتفاع أسعار الأضاحي يعود لتوقف حركة الوارد من المناطق المنتجة بسبب العمليات العسكرية وانتشار قطاع الطرق، مما يجعل الأضاحي رفاهية لا يستطيع معظم السودانيين تحمل تكلفتها.
يخيّم الحزن على السودانيين في عيد الأضحى هذا العام، في ظل المعاناة والنزوح واللجوء، وفقدان الكثير من الأرواح، من جراء الحرب الدائرة منذ العام الماضي في البلاد، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأضحية، وسط الفقر والبطالة التي دخلت كل بيت سوداني.
وقال مواطنون لـ"العربي الجديد" إن أولوياتهم توفير لقمة العيش والسكن لأسرهم في وقت غابت فيه كل مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى، آملين بانتهاء الحرب وممارسة حياتهم الطبيعية، بعد أن طاول الدمار كلّ شيء. وعلى الرغم من انتشار الفقر والجوع والنزوح فإن أسعار الأضحية ارتفعت بصورة كبيرة إلى 600 ألف جنيه للأضحية الواحدة في حدها الأعلى، و300 ألف جنيه في الحد الأدنى، الأمر الذي جعل أغلب السكان غير قادرين على الشراء.
في ولاية البحر الأحمر، أرجع تجار مواش لـ"العربي الجديد" ارتفاع أسعار الماشية والخراف إلى توقف حركة الوارد من ولايات السودان المنتجة، أهمها كردفان ودارفور التي تشتد فيها العمليات العسكرية بين الجيش والدعم السريع، كما أن انتشار قطاع الطرق وعصابات النهب، أثر بشكل مباشر في واردات الماشية إلى الولايات الأخرى، وبالتالي ارتفعت الأسعار بصورة كبيرة، ولفت بعض المنتجين والمربين إلى أن غياب الأدوية البيطرية وارتفاع أسعارها بجانب قلة الأعلاف زادت من حدة الأسعار.
وقال تجار ماشية إنهم يسلكون مسارات طويلة ووعرة في إقليم كردفان ودارفور، الذي يحتوي على أكبر مشاريع تربية المواشي، ويستخدم التجار مساراً يمتد من ولاية شمال كردفان إلى الدبة في الولاية الشمالية، ومن هناك إلى الولايات الشرقية والخرطوم ما يعمل على رفع تكلفة النقل، في ظل المخاطر الأخرى الأمنية، والرسوم التي يجري دفعها في الطريق لعصابات النهب والمسلحين.
عيد الأضحى بلا فرح
ورأت المواطنة أم سلمة بابكر أن هذا العيد يعتبر الأسوأ على الإطلاق، حيث لا توجد مظاهر فرح في أي ولاية، مع ارتفاع أسعار الخراف والسلع والغلاء الكبير، وسط عدم قدرة المواطنين على التحرك من ولاية إلى أخرى، بسبب انعدام الأمن.
وشرحت أنه مع ذلك تعتقل القوات المتحاربة في الطريق العام من ولاية إلى أخرى كل من تشتبه فيه، وهذا أثر بحركة المواطنين التي كانت قبيل الحرب تضفي الفرحة على الشوارع.
أما آسيا محمد الأمين فقالت إنه بعد رحلة استمرت أكثر من يومين في سبيل اللحاق بأسرتها الصغيرة وقضاء العيد معها، فقدت كل شيء في الطريق لوجود نهب وسرقة من قبل قطاع الطرق، وأضافت أنها فقدت هاتفها وأموالها على الطريق المؤدي إلى أسرتها، ما حجب عنها فرحة العيد.
ولفت المواطن محمد إسماعيل إلى أنّ "هذا العيد الثاني وأنا نازح بلا عمل، لا نشعر بمذاق العيد ولا بالفرح، فقدنا أولادنا ومنازلنا، ولا حماس لدينا لاستقبال العيد، والجميع ليس لديه استعداد أو قدرة حتى لشراء الأضحية".
في ولاية الخرطوم يقول المواطن عماد الدين أحمد على: "لا أحد يسأل عن الخراف رغم قلتها في الولاية، الناس هنا يعيشون في ضائقة، ويفضلون شراء مواد غذائية أساسية وسلعاً تموينية، فالأضاحي أصبحت رفاهية في الظروف الحالية، وسط فقدان مصادر الدخل والوظائف".