عيد الأضحى في اليمن: نمو عمالة "الفرزات"

17 يونيو 2024
ميكروباص في صنعاء، 15 مارس 2022 (محمد حمود/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يحيي الريمي، شاب يمني، يكسب ما بين 1000 إلى 1200 ريال يوميًا بتنظيم ركوب الباصات في صنعاء، مما يعكس الظروف الاقتصادية الصعبة باليمن.
- الفرزات تشهد نشاطًا متزايدًا خلال الأعياد، مثل عيد الأضحى، وتعد مصدر دخل للكثيرين في ظل الفقر المدقع والطلب المتزايد على السفر.
- الصراع في اليمن أدى لاستحداث مهن جديدة كالعمل في الفرزات والمقاصف، وتعكس هذه الأعمال التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن الصراع المستمر.

يقضي يحيي الريمي، في العقد الثالث من عمره معظم ساعات النهار ينادي على المارين في الشارع والطلاب الخارجين من جامعة صنعاء، لاستقلال باص أجرة للنقل الداخلي، حيث تصطف مجموعة من الباصات في طابور طويل في "الفرزة" (مركز تجمع الباصات) المقابلة للجامعة وسط صنعاء.

وبعد امتلاء جميع المقاعد، يحصل يحيي من سائق الباص على 100 ريال، ثم ينتقل إلى باص فارغ آخر، لينادي على الركاب من جديد.

ويقول يحيي لـ"العربي الجديد"، إنه يعاني بشكل كبير في عمله هذا، لكنّه يمكّنه من الحصول على 1000 أو 1200 ريال يومياً من أصحاب الباصات. ويرصد "العربي الجديد" تنامي هذا النوع من المهن في "الفرزات" التي تصل إلى أكثر من 30 فرزة داخل أو بين المدن تتجمع فيها باصات النقل صغيرة ومتوسطة الحجم والحافلات كبيرة الحجم، التي تنمو أعمالها خلال الأعياد، حيث تشهد نشاطاً استثنائياً في عيد الأضحى الحالي.

ويتحدث وليد الحمادي، سائق باص متوسط الحجم يعمل في خط صنعاء- تعز لـ"العربي الجديد"، عن أن هناك طلباً كبيراً من قبل المواطنين الذين يريدون السفر إلى تعز خلال العيد، بعد أن كان الكثير منهم يكتفي بإرسال بعض الاحتياجات لأسرهم.

ويقول الخمسيني فهد الشرعبي، عامل "بفرزة" شارع هائل داخل صنعاء، لـ"العربي الجديد"، إنه قد اكتسب مناعة من حرارة الشمس وتقلبات الطقس والغبار والوقوف طوال اليوم "بالفرزة" من أجل لقمة العيش.

تأثير الصراع  في اليمن

الناشط الاجتماعي سعد الخليدي، يشرح لـ"العربي الجديد"، أن الصراع وما تسبب به من تبعات كارثية طاولت المجتمع اليمني وسُبل العيش، دفع الكثير لمحاولة الصمود والبقاء، ولو من بوابة مهن وأعمال تصنف بالرديئة أو غير المناسبة، مثل عمال "الفرزات" التي تنتشر في الشوارع داخل المدن أو بين المحافظات لتحصيل مبالغ زهيدة.

ويضيف أن ذلك يأتي إلى جانب استحداث مهن وأعمال جديدة لم تكن مرئية قبل فترة الحرب والصراع في البلاد، مثل "الكبائن" و"المقاصف" المنتشرة في أسواق "القات"، بداخلها عمال، الكثير منهم أطفال، يعملون في تغسيل أوراق "القات" للزبائن، والحصول مقابل ذلك على مبلغ زهيد لا يتجاوز 200 ريال.

بدوره، يوضح المحلل الاقتصادي جمال راوح، لـ"العربي الجديد"، أن اليمن شهد خلال السنوات القليلة الماضية توسّع هذا النوع من الأعمال الذي وجد فيه البعض وجهة مناسبة للاستثمار في قطاع النقل الداخلي وتأجير باصات الأجرة لمواطنين باحثين عن أعمال مقابل مبلغ مالي يدفعه لمالك الباص أو "التاكسي".

يصل هذا المبلغ بحسب ما يجري الاتفاق عليه بين السائق ومالك الباص إلى نحو 2000 أو 3000 ريال، في حين يزيد هذا المبلغ إلى الضعف وأكثر للنقل بين المدن والمحافظات، كما يشهد اليمن انتشاراً مماثلاً لأنشطة وأعمال استثمارية في مجال النقل والسفر الخاص بتأجير سيارات من موديلات حديثة غالباً مقابل مبلغ مالي بحسب الوجهة والمحافظة التي يريدها المسافر، حيث لا يقل المبلغ عن 250 دولاراً للرحلة الواحدة بين صنعاء وعدن.

وتعتبر هذه الأعمال مهرباً للكثير من اليمنيين من الفقر المدقع الذي يزيد انتشاراً، وتتوقع منظمة الأغذية والزراعة "فاو" أن يتدهور الأمن الغذائي على نطاق واسع، اعتباراً من يونيو/ حزيران الحالي 2024، في ظل استمرار تقلب أسعار الصرف والصراعات المحلية.

المساهمون