أستطيع العثور في تقويم هذا الشهر من موسم الخريف الموجع على عدد من المواقف التي عشتُ خلالها تجارب وجدانية، بعضها جارفٌ وبعضها جارح أو لا يخلو من أفراح مختلسة.
أحبس أنفاسي خجلاً من مقارنة ما يجري منذ أكتوبر من العام الماضي من محو جماعي متعمّد لنساء غزّة وأسرهن، وأُحسّ أنني أنجح لأول مرّة في إخفاء جزعي أمام الماموغرام.
ليس رثاءً لحال الكتّاب الذين فقدوا مع فقد عملهم في الكتابة، بسبب تهاوي معظم الصحف والمجلّات الورقية العربية أرواحهم المعلّقة بها دون أن يفكّر أحد في مصائرهم.
بينما وضعت الإبادة الجماعية في غزّة حدّاً لجهل العالم بوحشية المحتلّ وعدالة القضية الفلسطينية، بدا الأمرُ وكأنّه أصاب الكثير منّا بصدمة من الصمت الموجع والمخجل.
لم أُفرّط يوماً في شعرة العشق التي تربطني بوطني العربي عن طريق الكتابة، تلك الكتابة التي تشكّل هويتي ومهوى الفؤاد في سلام الاستقرار وفي قلق السفر معاً.