مخيم كاليه يزول... والشرطة الفرنسية تداهم مخيماً للمهاجرين الأفغان

باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
31 أكتوبر 2016
7D967FC5-FAE4-4339-8177-DC2BBC54B358
+ الخط -
لم يُخف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، ارتياحه بإنهاء عملية إخلاء "غابة" كاليه في يومها الأخير، والتي كانت حصيلتها إجلاء 5000 مهاجر، إضافة إلى إخراج نحو 1500 من القصّر، الذين لا يزالون في "حاويات" في مدينة كاليه، ينتظرون أماكن إقامة دائمة لأغلبهم، و"لفتة إنسانية" من بريطانيا لبعضهم.

واعتبر الرئيس هولاند أن عملية الإخلاء "تمت في أفضل الظروف"، واعداً بنهاية سريعة لكل مخيمات المهاجرين في فرنسا، ويقصد تلك المنتشرة في باريس، والتي تضم ما يقارب ثلاثة آلاف شخص.

وإن كانت أعداد المهاجرين لا تستقر على حال، بسبب تحركهم فوق التراب الفرنسي، ووصول آخَرين من إيطاليا قادمين من ليبيا، نقطة الانطلاق الرئيسة في الوقت الراهن.

ولم يكن الرئيس الفرنسي وحده من تحدث عن تحدي "مخيمات باريس"، إذ أعلن رئيس الحكومة، مانويل فالس، أن هذا الأسبوع سيشهد وضع 2000 مهاجر في ملاجئ، لأن لهم "الحق في الحماية".

وفي تطبيق لـ"وعود ووعيد" الرئيس، أقدمت الشرطة الفرنسية، صباح اليوم الإثنين، على استعراض قوتها في مخيم للمهاجرين الأفغان في مترو "جوريس"، غير بعيد من مخيمات المهاجرين السودانيين، وفتّشت بعضهم، وفكّكت بعض الخيام التي انتشرت في الشوارع والأزقة المحيطة بالمترو، وسط احتجاجات من ناشطين متعاطفين مع المهاجرين، وهم يلوحون بيافطات كتب عليها "لا لإيقاف وتفتيش المهاجرين".

في مخيم للمهاجرين الأفغان في باريس ( العربي الجديد )



بعض اللاجئين قالوا لـ"العربي الجديد" إن الشرطة طلبت منهم أن يغادروا المكان. ولكن إلى أين؟ لا جواب. وبعد انسحاب الشرطة عاد الأفغان إلى نصب خيامهم، وكأن شيئاً لم يحدث.

الرواية الرسمية التي يكررها المسؤولون تتمثل في أن هذه "الزيارات" البوليسية هي من أجل معرفة الرقم الحقيقي للمتواجدين غير صحيحة، وأوضح عدد من المهاجرين وطالبي اللجوء في عين المكان لـ"العربي الجديد" أنهم يتواجدون منذ أشهر ولم يزرهم أحد. وحتى المخيمات السودانية، وهي ليست بعيدة، لم تنل "حظها" من هذه الزيارات البوليسية.

رئيسة بلدية باريس، الاشتراكية آن هيدالغو، أطلقت تصريحات "حادة" اليوم وقالت: "إخلاء خيام باريس تعتبر ضرورة مطلقة"، وليس من حلّ لوقف تمدد هذه الخيام، بحسب رأيها، سوى فتح مركز استقبال إنساني في منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

تأكيد فرنسي على إزالة مخيمات المهاجرين (العربي الجديد) 


ولكن فترة الإيواء لهذا المركز الجديد لا تتعدى أياما فقط، وبعدها يحوّل هؤلاء المهاجرين إلى مراكز إيواء لفترات أطول في مناطق أخرى من باريس الكبرى (الضاحية). يضاف إلى هذا أن الحكومة تعمل على خلق أمكنة إضافية في مراكز الاستقبال والتوجيه تتسع لنحو 9000 شخص.

مهاجرون ينتظرون تسوية أوضاعهم القانونية (العربي الجديد) 


وفي انتظار الاقتحام البوليسي القادم، والوشيك، ليس للمهاجرين من سؤال رئيس سوى معرفة متى يتسنى لهم أن يناموا في سرير "كريم"، خصوصاً أن موسم البرد والأمطار على الأبواب.

أما السؤال عن اللجوء والإقامة، فهي أسئلة يريد هؤلاء أن يؤجّلوا الحديث عنها، على رأي الحكمة العربية البليغة: "لكلّ حادث حديث".


دلالات

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
تحقيق مراكز الإيواء1

تحقيقات

تكتظ مراكز الإيواء الطارئة، غير المجهزة لاستقبال النازحين بالفارين من القصف بينما عملت أونروا في وقت سابق على تجهيز 50 مدرسة بصهاريج مياه نظيفة، وتهيئتها لاستقبال النازحين، لكنها لم تعد كافية
الصورة
بيت جدودنا في لبنان 1 - مجتمع

أخبار

مؤلم هو مشهد رجل مسنّ مشرّد على قارعة طريق أو تحت جسر. قد يعود ذلك إلى أنّ الرجال يوحون بالصلابة، عادة. وفي محاولة لحفظ كرامة بعض من هؤلاء، كان مشروع "بيت جدودنا".
الصورة
مدرسة في طرابلس تؤوي النازحين (العربي الجديد)

مجتمع

تؤوي مدرسة الرازي في العاصمة الليبية طرابلس حالياً، 22 عائلة مكوّنة من 165 فرداً من النازحين، بسبب هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة، والمواجهات المتواصلة بين تلك القوات وقوات حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.
المساهمون