استمع إلى الملخص
- يلعب المعهد الفندقي في طرابلس دوراً مهماً في استضافة النازحين، حيث يوفر المساعدات الأساسية مثل الملابس والمياه والأطعمة، وتدير جمعية "شيفت" المكان لوجستياً.
- يستضيف فندق "كواليتي إن" نحو 660 نازحاً، مع تقديم الغذاء والرعاية الصحية والأنشطة التعليمية للأطفال، ويواجه تحديات في تأمين المواد الاستراتيجية.
تحتضن مدينة طرابلس شمالي لبنان آلاف النازحين الفارين من العدوان الإسرائيلي الذي توسع في سبتمبر/أيلول الماضي، وسجلت مراكز الإيواء أكثر من 10 آلاف نازح، فضلاً عن العائلات التي استأجرت بيوتاً أو قصدت أصدقاء أو أقارب لها.
وانطلقت مبادرات عدة لتجهيز مراكز الإيواء ودعمها، وتأمين الحاجيات الأساسية للنازحين، خصوصاً الغذائية والصحية، إضافة إلى مبادرات تقديم الدعم النفسي، ومبادرات الأنشطة الترفيهية والتعليمية للأطفال بهدف تخفيف آثار الحرب والنزوح عليهم.
يستضيف المعهد الفندقي في طرابلس أكثر من 37 عائلة، تتقاسم نحو 27 غرفة منذ توسع العدوان الإسرائيلي، والذي زاد أعداد النازحين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، وتصل العديد من المساعدات إلى هؤلاء النازحين، من بينها ملابس ومياه وأطعمة، ومواد النظافة الشخصية، وغيرها من اللوازم المطلوبة للصمود، وتلعب جمعية "شيفت" الأهلية دوراً أساسياً، إذ وُجِد أفرادها منذ اليوم الأول، وتسلموا إدارة المكان لوجستياً وخدمياً.
يقول المدير التنفيذي لجمعية "شيفت"، غيث بيطار، لـ"العربي الجديد": "تركز العمل بدايةً على التنظيم وتوزيع الحاجيات الأساسية، ثم بدأنا مع الشركاء إقامة أنشطة للأطفال والعائلات، مع تقديم دعم نفسي واجتماعي. هناك تنسيق مع مختلف الجمعيات، ومع بلدية الميناء، وبتنا نعتبر مستودعاً مركزياً للمساعدات التي تصل، والتي توزّع بحسب الحاجة، وأحياناً على مراكز أخرى إذا كان لدينا فائض، كما أن هناك تنسيقاً مع مختلف المنظمات الدولية والجهات المانحة، وعندما تنقص أصناف معينة من المساعدات ننسق من أجل تأمينها".
يضيف بيطار: "أتمنى ألا تطول الحرب، فالمدارس والمعاهد مجهزة لاستقبال الناس حالياً، لكن ليس لدى المنظمات المحلية قدرة الاستمرار على المدى الطويل. نبذل كل الجهود المتوفرة، ونعمل مع شبكة متطوعين كبيرة مع الموظفين الثابتين. التركيز ينصب على تقديم المواد الغذائية والوجبات الساخنة للعائلات، وكذا مواد التنظيف وما هو مرتبطٌ بالنظافة الشخصية، إضافة إلى بعض الأدوية".
بدوره، فتح فندق "كواليتي إن" أبوابه للنازحين، وهو يضم حالياً نحو 660 شخصاً، علماً أنّ العدد كان يفوق ذلك في بداية موجة النزوح. يقول مدير مركز الإيواء في الفندق، وسيم ياغي، لـ"العربي الجديد": "عملنا تدريجياً على تخفيف الضغط كي تكون الإقامة ملائمة للموجودين من النواحي الصحية والاجتماعية. المركز خاص باعتبار أنه فندق، ونحرص على التعامل على هذا الأساس، وتقديم ما يلزم المقيم كي يشعر بالراحة، ويتوفر له الغذاء والرعاية الصحية، وكذلك النشاطات الترفيهية، ولا سيما للأطفال الذين يحظون بمتابعة اجتماعية ونفسية".
يتوقف ياغي عند المشكلات التي تواجههم على صعيد نقص المواد الاستراتيجية المرتبطة بالكهرباء مثل تأمين المازوت للمولدات، وكذا مياه الشرب، وبعض أدوية الأمراض المزمنة، كما كان هناك عدم انتظام في تأمين الوجبات التي يؤمنها برنامج الأغذية العالمي، لكن جرت الاستفادة من ميزة وجود مطبخ قادر على تلبية ما يحتاج إليه المقيمون، وبعض المقيمين في مراكز إيواء أخرى بقدرة تفوق 7 آلاف وجبة، وهناك قاعة بجواره يمكن تحويلها إلى قاعة طعام بدلاً من الأكل في الغرف.
يضيف: "عملنا أيضاً على تأمين برامج تعليمية، وأقمنا إحصاء حول المراحل الدراسية للأطفال، وهناك قاعات للنشاطات سنحاول الاستفادة منها ليحصلوا، إضافة إلى النشاطات الترفيهية، على برامج تعليمية تعويضية بعدما تركوا مدارسهم. يتجاوز عدد الموجودين القدرة الاستيعابية، فالفندق يضم 120 غرفة، وكل غرفة تتسع لشخصين، لكننا نيسر أمورنا مع عدم القدرة على استقبال المزيد من النازحين، وهناك تحضيرات لفصل الشتاء، خصوصاً إن طالت الحرب، ونحاول استباق الوقت لتوفير ما يلزم".
بدوره، يقول مصباح الساكت، من مجموعة "موف فور ديفيلوبمانت"، لـ"العربي الجديد"، إن عملهم يتركز على المستوى الاجتماعي والإغاثي، وإنهم كونهم مجموعة مهندسين يحاولون تأمين البنية التحتية لمراكز الإيواء، وأغلبها مدارس، ويحاولون قدر الإمكان توفير أساسيات النظافة الشخصية لحماية المجتمع المضيف والنازحين من الأمراض.
تقول بارعة حمد، من جمعية العزم والسعادة، لـ"العربي الجديد": "نعمل بالتعاون مع وزارة الصحة ومنظمة يونيسف على تلبية احتياجات النازحين الصحية والاجتماعية من خلال فريق عمل ثابت يخدم أربعة مراكز إيواء، ومن خلال عيادات جوّالة قادرة على خدمة الناس خارج مراكز الإيواء، وهناك أيضاً طبيب صحة عامة، وطبيب أطفال، وقابلة قانونية، وفريق من الممرضين والاختصاصيين الاجتماعيين".
تشير حمد إلى أنّ "المعاينات الطبية مؤمّنة، وكذلك العلاجات، ومن يحتاج وضعه إلى مستشفى يتم تحويله من قبل الإسعاف، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الصور والتحاليل والمتابعة بالمستشفيات الحكومية، إضافة إلى الحرص على تأمين الدواء في إطار جهود توفير جميع الاحتياجات الصحية. هناك نشاطات تربوية وترفيهية تنظم بدعم من الكشاف العربي، مع التركيز على الأنشطة التثقيفية والتوعوية، باعتبار أن الأطفال تركوا منازلهم وقراهم ومرّوا بظروف صعبة".
من جانبه، يقول قائد الكشاف العربي، خالد شروف، لـ"العربي الجديد": "نتعاون مع جمعية العزم والسعادة في تنظيم أنشطة تربوية هادفة بهدف تعويض الأطفال عن عدم الذهاب إلى المدرسة، كونهم يعيشون ظروفاً صعبة، ونحاول قدر الإمكان مساعدتهم، وسنعمل أيضاً على الجانب الترفيهي والبيئي والكشفي".
ويلفت مسؤول إدارة الكوارث في جمعية الكشاف العربي، عبد اللطيف السايد، إلى أن التركيز في مراكز الإيواء على البرامج التربوية والبيئية والترفيهية الهادفة التي وضعتها الكشافة، مع خطة تستمر حتى نهاية الأزمة، وتتضمن تجهيز مدرسة في قلب مركز الإيواء.