في لبنان تقاليد عصرية خاصة برأس السنة الميلادية والاحتفال بها. يعرف الجميع أنّها ليلة الرصاص الذي يملأ السماء. يطفئ اللبنانيون سنتهم السابقة بالرصاص ويستقبلون الجديدة به طوال نصف ساعة وأكثر ما بين العامين. بعضهم يجرب كلّ أنواع المسدسات والرشاشات الخفيفة والمتوسطة وحتى القنابل الصوتية والضوئية عدا عن المفرقعات الثقيلة جداً. كما يتسامح كثير من الأهل مع احتساء أبنائهم وبناتهم المشروبات الكحولية. فهي ليلة احتفال كاملة ربما تنسي الجميع ما يعانونه من أزمات مكثفة في وطنهم الصغير.
دول أخرى لها تقاليدها أيضاً. تقاليد قديمة للغاية أحياناً أو مستحدثة نابعة من روح العصر. في السويد مثلاً تقليد اسكندنافي قديم في مدينة جافل. هناك تنصب سنوياً عنزة عملاقة من القش للاحتفال بعيدي الميلاد ورأس السنة. لكن، ما يتحول إلى تقليد أيضاً هو إقدام أحد الشبان كلّ مرة على حرق العنزة، واحتفال آخرين بذلك. وهو ما حصل الأسبوع الماضي بالفعل، ما أدى إلى اعتقال الشرطة لمشتبه به في الخامسة والعشرين، كان يرتدي قناعاً وتفوح منه رائحة البنزين كما نالت النيران من بعض أطراف شعره.
بعيداً عن الرصاص والنيران، يحتفل البرتغاليون بطرق أبسط. فمن تقاليدهم الاحتفاظ ببعض المال في جيوبهم تفاؤلاً بسنة مقبلة تمنحهم الثروة. كما ينتعلون أحذية خفيفة أو سراويل أو ملابس داخلية زرقاء تنشد حظاً جيداً في العام الجديد. وفي صبيحة رأس السنة يتجمع صغار الحي أو العائلة في مكان محدد، وينطلقون إلى منازل الجيران وهم يغنون أغاني العيد، ما يشكل علامة على التفاؤل بالخير لأهالي تلك المنازل. وفي المقابل، يجمع الصغار "عيديتهم" هناك، عملات معدنية وقطع حلوى.
اليونان تحتفل في رأس السنة بعيد آخر هو عيد القديس باسيليوس أحد مؤسسي الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، الذي يصادف في 1 يناير/ كانون الثاني، حيث تنظم مهرجانات تقليدية بالمناسبة. وترتبط بالعيد كعكة القديس باسيليوس التي تخبّأ داخلها قطعة نقدية فضية أو ذهبية. فمن يجدها في حصته من الكعكة ينال الحظ الجيد طوال العام الجديد.
الاسكتلنديون من جهتهم، يزورون بعضهم بعضاً بمجرد بدء العام الجديد. يحملون معهم في زياراتهم الليلية هدايا تقليدية كالفحم من أجل المدافئ، أو الكعك الساخن. ويكون أهل الدار محظوظين طوال العام إذا كان أول زائر لهم رجل طويل أسمر وسيم.
عند منتصف الليل تماماً في اليابان تضرب صنوج المعابد البوذية 108 مرات. وهو تقليد يهدف إلى التخلص من 108 أشكال من الضعف البشري. كما يتلقى الأطفال اليابانيون صبيحة رأس السنة هدايا بسيطة، من نوع السحبة، يفتحونها فيجدون فيها المال.
في الأرجنتين تقليد غريب، يقضي بأن يجري الشخص حول منزله وهو يحمل حقيبة سفر. فبما أنّهم شعب يحبّ السفر، يعزز هذا التقليد من حظوظهم في السفر إلى بلدان ومناطق جديدة. كما أنّ أكل الفاصولياء ليلة العيد يجعل الشخص يحتفظ بعمله، أو يفتح له الباب من أجل عمل أفضل.
في البرازيل، الجارة الكبرى، تنتشر الملابس البيضاء، فهي تؤمّن الحظ الجيد والمستمر طوال العام. كما يتجمع البرازيليون على الشواطئ عند منتصف الليل ويغطسون في الماء سبع مرات من أجل سنة سعيدة مزدهرة، بينما يرمي البعض الأزهار على الشاطئ تفاؤلاً.
للشعب الإيطالي مع الهدايا المميزة علاقة ودّ تقليدية. هدايا رأس السنة تتنوع ما بين الحلويات والعسل والذهب والفضة والمال والعملات المعدنية والمصابيح أيضاً. لكلّ هدية رمزيتها، فالعسل يدلّ على السلام والطيبة، والذهب والفضة وغيرهما من المعادن الثمينة ترمي إلى نيل سنة مزدهرة، أما المصابيح فهي التي تجعل العام الجديد مشعاً بالأنوار.
في جمهورية التشيك يقرأ الأهالي طالعهم المستقبلي. غالباً ما يستخدمون تفاحة تقطع نصفين، وبحسب الشكل الداخلي للبذور ومحيطها يتحدد مصير الشخص. فإذا شكلت صليباً أنذرت بالأذى. أما إذا شكلت نجمة فالسعادة في الطريق.
بالانتقال إلى أفريقيا، وتحديداً في نيجيريا البلد الأكبر في عدد السكان، كثيرة هي العادات والتقاليد المرتبطة بليلة رأس السنة واحتفالاتها. الرغبة في استحضار الحظ الجيد طوال العام الجديد تدعو النيجيريين إلى احتفالات ضخمة يرقصون فيها حتى الصباح. يرتدي بعضهم ملابس تنكرية لحيوانات معروفة في البلاد. ولا يقتصر الأمر على المناطق الحضرية، بل تشهد نيجيريا أيضاً احتفالات قبلية بالأزياء والموسيقى الخاصة بها وبحلقات رقصها المميزة.
اقرأ أيضاً: أغرب تقاليد الإحتفال برأس السنة حول العالم