الناشر صامتاً

31 ديسمبر 2015
محجوب بن بلة / الجزائر
+ الخط -

أسوأ ما في الرقابة على الكتب في العالم العربي، أنها أصبحت تجري بتواطؤ الناشر وكتمه حوادث المنع كي لا "تَفْسد" علاقته بإدارات معارض الكتب العربية.

في 2015، مارست معظم معارض الكتب العربية والخليجية خاصة رقابة مخجلة، من إغلاق أجنحة كاملة لناشرين إلى منع كتب تراثية.

الناشر العربي -إن جاز إطلاق وصف كهذا على ثلاثة أرباع من ينشرون اليوم- بات "متفهماً" لخصوصيات أجهزة الرقابة بين بلد عربي وآخر، وأصبح جاهزاً للصمت مقابل السماح له ببيع ما تجيزه الرقابة الكريمة. صار مجرّد بائعٍ شاطر، ذرب اللسان ومجامل ومستعد أن يتحمل كل أصناف المس بكرامة المعرفة التي يُفترض أنه أحد أطراف إنتاجها.

باتت أخبار المنع في معارض الكتب -في عدم توثيقها وعدم إسنادها إلى فاعل ومفعول به- أقرب إلى الشائعات. وندرة هم الناشرون الذي تجرؤوا على التصريح بوقائع المنع، فما بالك بالتنديد وتحريك الرأي العام. كثرٌ يهمسون للصحافيين راجين ألا تُذكر أسماؤهم، وبعضهم يعتبرون الأمر قدراً ينبغي التعايش معه.

ماذا سيحدث لو قاطع الناشرون العرب معارض الكتب التي تمارس الرقابة بأكثر صيغها القروسطية بدائية؟ ماذا لو طلبوا من كتّابهم اتخاذ مواقف مماثلة، ولماذا لا تتشكّل جبهة ثقافية عربية تقف في وجه مؤسسة الرقابة وذهنية المنع- الأم الشرعية لذهنية التكفير. ولماذا لدينا هكذا ناشرون أصلاً؟



اقرأ أيضاً: جائزة أشرف فيّاض

دلالات
المساهمون