ما أجمل شروق الشمس
وحطُّ العصافير على الشجر
ما أجمل أن أراها
وهي توارب الستارة.
زججت بي في مشفى الأمراض العقلية
على أنّني مجنونك
وأشرت للجميع نحوي بأصبعك
ولم أر سوى أعين ذات أصابع
نمت قليلاً
ومللت وحدتي
حتى ظلّلت النوم
بالوحدة
أما من مناص
أما من مناص
للزهر المتفتّح على الهاوية
أنا لم أرَهُ قطّ
سأراه وأعود.
ألقيتُ نظرة على عينيَّ في المرآة
تشابه أصلي مع صورتي
قلتُ إن النظرة تُغيّر كلَّ شيء
ختمتُ الصورة بخاتم طبق الأصل
حلمت بأنّ صديقي يطلق عليَّ النار
بمسدّس صغير
وأطلق عليه آخر، كان مسدّسه كبيراً
أردتُ أن أنقذ الكُونت دي مونت كريستو
من وسط الطين والدم
رأيت بعدئذ "وَيْسل العاشق"
كنّا قد بنينا بيتاً جديداً
وأراد أن يدخل من النافذة
لكنّ أمّي منعته، وطلبت منه أن يلتفّ نحو الفِناء
فخرجتُ إلى أمام الباب لأنتظر وَيْسَل
ثمّة عاصفة رمليّة تحول دون تفتّح العيون
سيجد الطريق إن لم يكن قد غضب
الصوت رداء الكلام، كما العين للأعمى
لا أحد غيري ينتظر وَيْسَل
يتحدث الكلّ عن البيت الجديد وإطلاق النار عليّ.
لا أحد يزرعْ فسيلة
ولا يَدْسُسْ ورقةَ بنفسج
مهما كان معطاءً
ومهما كان متفائلاً
لأنّ التربةَ نداؤها رطب
كلٌّ يريد أن يُنْمِي في داخله
أنّ من حقِّه كسرَ فسيلة يزرعها
ونزعَ ورقةٍ تُدسّ له
قلتُ في قهرٍ يُفني العمر:
الكلُّ قاحلٌ والتربةُ قاحلة
هل نتّحدّ مع الأيّام الغابرة
وهل تُعيد الحياة ما أخذتْه
بالرماح والسهام والحِراب
تعال تمدَّدْ بجانبي، واحكِ لي بهدوء
أنا الوحيد
الذي لم تَرَه قد ارتاح
تمنّيتُ لو كان أحدُ طرفيَّ من ماء
والطرف الآخر من الهاوية
فهمتُ أنّ الإنسان شيء مهشَّم
شيء يتبدّد إذا تشقّقت قشرتُه
يُفقد في الصيف
ما أُهدي في الخريف
لولدين غَجَرِيَّيْن
أحدهما صبيّ والأُخرى بنت
يجمع آدم بذور البَيْقِيّة
وتندم الفتاة لوقوعها في الفخّ/ البُعْد.
يبرد الطقس، وتشتدّ برودته
لو أعرف أين هو
لوجّهت وجهي نحوه
واستمد لونه من هناك وشحوبه
وذاب نسيج الوجود هناك
"قطعتِ إمكانيات خَلاصي"
كلّما أتيتك بشعور الموت
كورقة جافّة
منفصلة عن شجرتها
تُعيد الحياة إليّ
بقُبلة لشَعري وعينيَّ
فأنت ابن الفراق
وما تراه الشجرةُ في التراب
لا أستطيع أن أفتِّتك
لا أستطيع أن أشتِّتك
لا أستطيع أن أقسو عليك
لتحلِّلَك الأرض
إذا كنتُ ما رأتْه الشجرةُ في الأرض
فأنا أعرف ما بين الغصن والأرض.
ولكنّ لا أحد يقول هذا
وإذا قالوا
لا أدري كيف يقولون بكلماتكم:
طلع البدر علينا
سُمُّ كلِّ لحظة مختلف عن الآخر
رأيت هذا
عندما فتحت علبة الكبريت
وقبّلت راحة كفّك.
في عملية المراضاة يُقال:
"حان الصيف وتفتّح الزقّوم
لكنّني لم ألمسه"
كلّ كلمة طازجة لديّ
كلّ كلمة فضّة لديّ
تكتسب معلومات كيميائية
وتتجوّل داخل عينيك.
هل ندف الثلج عليك أيضاً
وعلى عينيك بهدوء
وعلى معصميك الدقيقين ورموشك
وآخر أوراقك؟
وهل اهتزّت بهدوء
أغصان اليأس في قلبك؟
هل ندف الثلج عليك أيضاً؟
الثلج.
بطاقة
Mehmet Can Doğan شاعر تركي من مواليد عام 1969 في مدينة أقسراي، تخرّج في قسم اللغة التركية وآدابها في "جامعة غازي" بأنقرة، وهو عضو هيئة التدريس في الجامعة نفسها. ينسج محمد جان دوغان قصيدته من خلال خلق جوّ واسع من المجازات واللغة الرصينة المليئة بتناص لغوي فلكلوري. نشر ثمانية دواوين، ومقالات عديدة، وعدداً من الكتب عن الشعرية والشعر التركي ونقده.
* ترجمة عن التركية: محمد حقي صوتشين