المرأة في هذه القصيدة

09 يونيو 2019
(تجهيز لـ إسماعيل بحري، 2014)
+ الخط -

الحبُّ في بلادي

المرأة في هذه القصيدة حُرَّة
لا تقولُ أنتَ دائماً على حَق، وطَبعاً
وحاضِراً، وأُوافِقُكَ الرأي، وفِعلاً
وفي الليل تَتَمَدَّدُ جُثَّةً لِرجُلٍ رَغباتُه سائبةٌ
يأخذُ الحبَّ منها طَوعاً أو عُنوةً
تتمَدّدُ جسداً مَيّتاً يهجُمُ عليه ذئب البراري
فَيُقَطِّعُ الأحشاء.



كانت تخرُجُ من عظامها ولَحمِها
وتَبصقُ عَليه بِداخلها.



كان يَسمَعُ حَشرجَةً لم يَعرِف مَصدرها إطلاقاً
وحين ماتَت زوجتُهُ
كَفَّ الصوت
آنَئِذٍ أَدرَكَ أن التي كانت تَتَمَدَّدُ بِجانبه مَيِّتةٌ
وأنَّ الحَشرَجة التي كان يسمَعُها كانت لزَوجَتِه.



إذا كانت زَوجَتُكَ تُعِدُّ لَكَ الفطور كُل صباح
فهذه القصيدة ليست لَكَ
إذا لم تَتَذكَّر آخر مرَّة دَعَوتَ فيها زوجَتك
لِمشاهدة عرض مسرحي أو فيلم سينمائي
فأنتَ تَعيشُ في بيتٍ لا نوافذ فيه
فهذه القصيدة ليست لَك.



إذا كُنتَ تَستَتِرُ بِمِظَلّةٍ عندما تُمطر السماء
فهذه القصيدة ليست لَكَ.



إذا كُنتَ تقرأ لشاعِر واحد
فهذه القصيدة ليسَت لَك.



أكتُب هذه القصيدة
لأن بيتي الجديد أجمل من بيتي القديم.



"ظِلِّ راجل ولا ظلّ حيطة!"
الحائطُ بالنسبة للمرأة هنا
أقصد بعيداً من هناك
أهَمُّ من الرجل وظِلِّه
وأهَمُّ من شَريطٍ بين فَخِديه.


■ ■ ■


لن يُغادر أحَد منزله مُكرهاً

أكتُبُ قصيدة، لن تَصِلها صواريخ
لن تَتحطَّم فيها مروحية عسكرية
لن تُنسَفَ فيها منازِل
لن تُشَنَّ فيها غارة على مدرسة
لن يُصاب فيها أحد بِكَسر،
ولن يُغادر فيها أحَد منزله مُكرهاً
في هذه القصيدة
لن يطلق عسكري رصاصة واحدة
لن تَسمَعَ فيها صفارة إنذار
ولن يَطلُب أحَدٌ سيارة إسعاف
في هذه القصيدة
جيرانٌ طَيبون صامِتون
وصباحاتٌ بارِدة.


* شاعر وأكاديمي مغربي مقيم في مدينة نيو أورلينز الأميركية

المساهمون