صوت جديد: مع سفيان البالي

24 يوليو 2024
سفيان البالي
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "يفتح التجريب مساحات جديدة للكتابة باللغة العربية" يقول الشاعر والصحافي والمترجم المغربي لـ "العربي الجديد". 


■ ما الهاجس الذي يشغلك هذه الأيام في ظلّ ما يجري من عدوانِ إبادةٍ على غزّة؟

- هي هواجس كثيرة أوقعتها الإبادة الجارية على رأسي، وعلى رأسها: كيف يمكننا الكتابة في وقت يعيش فيه إخواننا الفلسطينيون كل هذا الإجرام؟ كيف يمكننا أن نكتب عنهم؟ هل بوصفهم أبطالاً صامدين أم ضحايا يُسلخون يومياً كي تبقى التوازنات الجيوسياسية التي وضعها الرجل الأبيض قائمة؟ الكتابة في زمن مثل هذا حقل ملغوم وحيرة مستمرّة! 


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- فهمي للكتابة الجديدة مرتبط بفعل التجريب، الذي أصبح الحقل الأدبي العربي المعاصر يكتسبه أكثر فأكثر. في نظري، يفتح هذا التجريب مساحات جديدة للكتابة باللغة العربية، يدفعها لاجتراح أنساق جمالية جديدة وطرق موضوعات كانت للأمس القريب مُهملة أو مُحاصرة. وبالتالي يمنحها أدوات لا للإبداع فحسب، بل لإبداع نفسها، وهو ما أراه الجزء الأكثر حيوية في هذه الكتابة. 


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه، وما هي هذه الملامح؟

- بشكل أقل أو أكثر؛ بمعنى أشعر بأني أنتمي لهذا الجيل من الشعراء الذي يميل أكثر إلى قصيدة النثر والتجديد في اللغة الشعرية ومقاربة موضوعات راهنة مفقودة في التجارب الشعرية السابقة، لكن دون هذه المشتركات لا توجد ملامح واضحة تجمع هذا الجيل، ولكل واحد منه تجربته الخاصة ونظرته الخاصة للكتابة.    


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- هي علاقة جدلية، أي أنني أقرأ لهم وأتلذّذ بإبداعاتهم العظيمة، وأُموقع من خلالهم كتابتي في السيرورة التاريخية للأدب العربي. لكنني أسعى ما أمكن للقطع معهم في لحظة الكتابة، تأكيداً لخصوصية صوتي واختياراتي الجمالية والإبداعية. 


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- هي علاقة ضعيفة جداً، إن لم تكن منعدمة.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- صدر ديواني الأول "أو كما تكلّمت الشمس"، عندما كان عمري 29 سنة. ومنذ اكتمال مخطوطه، كان القرار بالنسبة لي واضحاً: لا مجال لأنشرها بشكل ذاتي! خالصاً إلى ذلك بفعل الخيبات التي عاشها أصدقائي الذين نشروا بتلك الطريقة. بالتالي بحثت عن ناشر لإصداره، وتوفّقت في ذلك بمساعدة بعض الأصدقاء من العالَم العربي. 


■ أين تنشر؟

- كتبي كلّها الصادرة إلى الآن هي عن "دار النهضة العربية" ببيروت. ولقد كنت محظوظاً بلقاء مديرة الدار، السيدة نسرين كريدية، التي اقتنعت بقدراتي الإبداعية، وهي تحيط أعمالي بعناية خاصة واهتمام كبير. 


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- أنا أقرأ بشكل منهجي مخطّط وعفوي عشوائي؛ أي أني لا أخطّط للقراءة في موضوع معين ولا لكاتب معين، بل أترك لقلبي مهمة أن يشغف بموضوع أو كاتب، فأنهال على قراءة كل ما هو مرتبط به.  


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- نعم، بالإضافة إلى اللغة العربية، أقرأ بالفرنسية والإنكليزية. 


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرَجم أعمالُك؟

- دائماً ما يلازمني شك في قدرة الترجمة على نقل ما أكتب بأمانة إلى لغة أخرى، لكنني أعترف أيضاً بأهمية هذا الفعل الذي لولاه ما قرأنا أشعار ماياكوفسكي أو سيلان. بالتالي لدي رغبة في أن تُترجم أعمالي. وفعلاً تُرجم بعضٌ منها إلى اللغة الفرنسية والفنلندية، وهناك مشاريع ترجمة إلى لغات أخرى. 


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك المقبل؟

- أنهيت في هذه الأيام العمل على مجموعتي الشعرية الثانية، وأعمل أيضاً على ترجمة مجموعة شعرية للشاعر السويسري كونتان موران بعنوان "لماذا أنا شيوعي؟".  


بطاقة

شاعر وصحافي ومترجم مغربي من مواليد وجدة عام 1992. له مجموعة شعرية بعنوان "أو كما تكلمت الشمس" (2022)،  وله في الترجمة أنطولوجيا "ذهبٌ وظلّ، جسد واحد" (2022) للشاعر السويسري ماركوس هيدجر. نشر له عدد من النصوص الشعرية والمقالات في الأدب والثقافة في صحف ومواقع عربية عدّة.

وقفات
التحديثات الحية
المساهمون