العيد يرفع أسعار التنقل بين مدن المغرب

17 يوليو 2015
يرتفع الطلب على التاكسي في رمضان (Getty)
+ الخط -
قضى سائقو سيارات الأجرة (التاكسي) الواصلة بين مدينة مراكش ومولاي إبراهيم سحابة أيام ينتظرون الزبائن الذين لا يأتون، ويُمنون النفس بقرب العيد. في تلك الفترة يرتفع الطلب على التاكسيات التي تقل الأُسر إلى تلك المنطقة الجبلية التي تبعد عن مراكش بحوالى أربعة وأربعين كيلومتراً.
ويؤكد محمد بن الفقيه، ابن تلك المنطقة، أن أصحاب التاكسيات يسعون إلى تعويض ما فاتهم أيام العيد، فيعمدون إلى الزيادة في سعر الرحلة بحوالى 50%. زيادات تقبلها الأسر على مضض.
تلك منطقة يلجأ إليها المغاربة فقط، كي يستفيدوا من الجو المعتدل قرب الوادي الذي تحيط به جبال الأطلس الكبير، التي تقصدها الأسر المغربية، التي تحرص على الحصول على العطلة السنوية بعد شهر رمضان المتزامن مع فصل الصيف.
عمر آيت الحاج الذي ينحدر من منطقة أوريكة السياحة، والذي يعمل في شركة للبناء بالدار البيضاء، يؤكد أن التفكير في النقل يؤرقه كثيراً. فكي يصل إلى قريته التي توجد في قمة الجبل الذي يحيط بالوادي هناك، عليه أن يبذل ضعف سعر الرحلة، خاصة عندما يصل إلى مدينة مراكش. هو يوضح أنه لا يملك سوى التسليم بالأمر. فالمهم بالنسبة له أن يعثر على وسيلة نقل توصله إلى قريته كي يمضي عطلة العيد بين ذويه.
في فترات الذروة هذه تجد الأسر المغربية الكثير من المعاناة من أجل التنقل بين المدن. فحافلات النقل تعمد في أيام العيد إلى الزيادة في أسعار الرحلة، رغم أن الدولة عملت على تقنين أسعار ذلك النوع من النقل، لكن الجميع يسلم بالأمر لأن المهم هو الوصول إلى المناطق التي تسعى إليها الأسر.
المكتب الوطني للسكك الحديدية تجهز من جانبه، للإقبال الكبير على وسائل النقل خلال العيد. تلك شركة مملوكة للدولة، اُنتقدت كثيراً قبل مدة بسبب تأخر قطاراتها عن مواعيدها في بعض الأحيان وتراجع خدماتها. هذا ما دفعها إلى السعي إلى طمأنة مستعملي القطار بالالتزام بأنها ستطور خدماتها بما يستجيب لآمال الزبائن، خاصة بعدما كانت المشاكل التي تسببت فيها الشركة للناس موضوع استجواب لوزير النقل بالبرلمان.

وقبل العيد أصدرت بياناً صحافياً أكيد فيه أنها قررت تعزيز القطارات وتنظيم رحلات قطار إضافية في المحاور الرئيسية، مؤكدة أنها جندت أعوانها بالمحطات وعلى متن القطارات من أجل استقبال وإرشاد المسافرين وتسهيل الدخول إلى الأرصفة، ووضع تسهيلات من أجل اقتناء التذاكر. لكن مع ذلك ينتظر أن يؤدي الاكتظاظ إلى نوع من الارتباك في مواقيت القطارات، بل إنه ينتظر أن يسافر البعض وقوفاً في الدرجة الثانية. المهم بالنسبة للمسافرين أن يحترم القطار مواعيده.
محمد بنعمي، الذي يعمل بأحد فنادق مراكش، يؤكد أن الزيادة التي تبذلها الأسر في أيام العيد من أجل الوصول إلى المدن التي تقصدها، تعوضها عبر التخفيضات التي تعمد إليها الفنادق في هذه الأيام. فهو يؤكد أن الفندق الذي يعمل به قرر تخفيض سعر الغرفة من 400 دولار إلى 200 دولار.
هذا خيار لجأت إليه العديد من الفنادق مضطرة في العام الحالي، حيث أن الركود الذي عرفته السياحة في مدينة مراكش في شهر رمضان وتداعيات ما حدث في تونس، دفعت الفنادق إلى أن تبدي اهتمامها بالسياح المحليين والمغتربين المقيمين في الخارج، حيث تريد إغراءهم باستهلاك المنتج السياحي المحلي بعد الشهر الفضيل.
غير أن طارق الورياغلي، الموظف بجهة في القطاع الخاص، يعتبر أن تلك العروض لا يستفيد منها سوى صنف من الزبائن الذين يتوفرون على مدخرات تخول لهم اللجوء إلى الفنادق. طارق يفكر في قضاء أربعة أيام بمنطقة "مير اللفت" الشاطئية التي تبعد عن مدينة أكادير بحوالى مائة كيلومتر، لكنه ما زال يتردد في تنفيذ ما عقد عليه العزم. فمنطقة "مير اللفت" الهادئة، تنتعش في هذه الفترة انتعاشاً ترتفع معه الأسعار بشكل غير مسبوق.
طارق يرى أن تزامن العيد مع عطلة الصيف والعطل السنوية للموظفين يدفع الكثيرين إلى استغلال الفرصة من أجل فرض زيادات كبيرة في الإيواء والنقل. زيادات لا تسلم منها أسعار الوجبات في المطاعم التي يقبل عليها الناس خلال العطل.
هذا يدفعه إلى التردد في السفر في هذه الفترة، لكنه يرى أنه سيد قراره مادام عازباً، فهل يملك الآباء ترف التردد، خاصة أن الأبناء يحلمون بالسفر بعد عام دراسي طويل، ما يدفع الآباء إلى الاستجابة مهما كانت كلفة النقل والسكن مرتفعة.

اقرأ أيضا: (فيديو): ماذا يعني مؤشر التضخم؟
دلالات
المساهمون