أسواق غزة تفتح أبوابها لموسم العيد رغم الأزمات

15 يوليو 2015
سوث في غزة (العربي الجديد/عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -

مع ساعات المساء الأولى من الأيام الأخيرة لشهر رمضان، تضج أسواق قطاع غزة بعشرات المتسوقين من الرجال والنساء والأطفال، الذين يرتادونها لشراء ملابس العيد، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالسكان بفعل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في القطاع المحاصر منذ تسع سنوات.

ويقول محمد الشريف، صاحب أحد المحال التجارية المتخصصة في بيع الأحذية لـ"العربي الجديد"، إن هذا العام يشهد إقبالاً أفضل من بعض الأعوام الماضية على الرغم من كل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع، وعدم تلقي موظفي حكومة غزة السابقة رواتبهم بشكل منتظم منذ أكثر من عام ونصف.

ويلفت إلى أنّ هناك حراكاً اقتصادياً ولو متواضعاً في غزة أصبح مرتبطاً بالمواسم كالأعياد والمدارس وفصلي الشتاء والصيف، حيث يحاول الكثير من المشترين المزاوجة بين طلباتهم، كأن يشتري حذاء لابنه أو ابنته للعيد ولموسم المدارس، الذي سيبدأ بعد أكثر من شهر من الآن.

ويشير الشريف إلى أنّ حالة إقبال الغزيين، على الشراء، كبيرة على السلع الشعبية المتدنية الثمن، فيما تشهد البضائع الثمينة ضعفاً في الإقبال، بفعل الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها سكان غزة منذ أعوام عدة، والحرب الإسرائيلية الأخيرة التي دمرت الأخضر واليابس.
 
ويوضح التاجر الغزّي أنّ كثيرين من التجار عملوا على شراء وتوفير البضائع والسلع الشعبية، حتى يتمكنوا من البيع في هذا الموسم الذي يعتبر أحد أهم المواسم طيلة العام، والذي يشهد حراكاً تجارياً حتى وإن لم يكن على المستوى المطلوب.

ولم يتمكن الغزيون العام الماضي من الاحتفاء بعيد الفطر بفعل الحرب الإسرائيلية التي لم تتوقف خلاله، والتي استمرت لـ51 يوماً، فيما تعرض آلاف التجار الفلسطينيين لخسائر عشرات آلاف الدولارات نتيجة تكدس البضائع أو تدميرها بفعل القصف الجوي الإسرائيلي.

أما فادي منصور والذي يمتلك معرضاً للملابس في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، فذكر أنّ هذا العام يشهد إقبالاً أفضل من الأعوام الماضية على الرغم من تأثير الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تضرب جيوب سكان القطاع.

ويقول منصور لـ "العربي الجديد"، إن تزامن صرف رواتب موظفي السلطة الفلسطينية والمستفيدين من برنامج الشؤون الاجتماعية للحالات الإنسانية أسهم في خلق حركة اقتصادية مقبولة بالإضافة إلى اعتماد التجار على استيراد وجلب بضائع تجارية متدنية الأسعار من أجل أنّ يتمكنوا من بيعها.

ويوضح منصور، أنّ البضائع موجودة بكثرة في القطاع، لكن ينبغي على التجار معرفة واقع الناس المعيشي في غزة لبيع بضائعهم والحصول على مكسب ولو كان متدنياً، خصوصاً وأن الأوضاع الاقتصادية للسكان تزداد سوءاً عاماً تلو عام بفعل الحروب المتلاحقة والحصار.
 
ويلفت إلى أنّ عشرات المشترين يزاوجون في شراء الملابس، كي تصلح لموسمي العيد والمدارس، في ظل عدم تمكن كثيرين من الشراء بفعل عدم انتظام الرواتب لموظفي حكومة غزة السابقة، أو عدم وجود دخل أصلاً للعمال المتعطلين في القطاع.


اقرأ أيضاً: رمضان يمنح شباب غزة فرص عمل مؤقتة

المساهمون