استمع إلى الملخص
- انخفاض الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة المسموح لها بحيازة بيتكوين من 13 مليار دولار إلى 2.6 مليار، مع تحول المستثمرين لتجنب الأصول مرتفعة المخاطر.
- المحللون يرون أن التراجعات قد تفتح الباب لارتفاعات جديدة لبيتكوين، خاصة إذا استطاعت جذب طلب جديد يعوض عن التحول في سلوك المستثمرين وانخفاض الاهتمام بصناديق الاستثمار.
مع نهاية الربع الثاني من العام، يتساءل مستثمرو العملات المشفرة عن مصير عملة بيتكوين بعد تراجعها كثيراً عن أعلى مستوياتها على الإطلاق، والتي تم تسجيلها في أعقاب الاحتفاء بانطلاق صناديقها المتداولة في البورصة، مطلع العام الحالي.
وانخفضت العملة المشفرة الكبرى من حيث القيمة السوقية والسعر بنحو 13% منذ مارس/ آذار، الذي شهد تسجيل أعلى سعر لها على الإطلاق والبالغ 73,798 دولاراً، وهو تناقض حاد مع الارتفاعات البالغة 67% و57% التي شوهدت، على التوالي، في الربعين السابقين. وتقترب بيتكوين التي لا تتوقف تحركات سعرها في أي دقيقة في الأسبوع من إنهاء النصف الأول من العام بالقرب من سعر 61,500 دولار.
وأثار تراجع سعر بيتكوين بعد ارتفاعات وصلت بالتوقعات إلى تسجيل سعر مليون دولار للوحدة الواحدة في وقت قريب تساؤلات عما إذا كان توقف زخم التداولات المرتبط بانطلاق صناديق بيتكوين يشير إلى تفضيل المستثمرين تجنب شراء الأصول مرتفعة المخاطر، في وقتٍ يسيطر فيه احتمال بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول على الأسواق المالية.
وقال أوستن ريد، الرئيس العالمي للإيرادات والأعمال في FalconX المتخصصة في تعاملات الأصول الرقمية لوكالة بلومبيرغ، اليوم الأحد: "هناك الكثير من الأشخاص في السوق لديهم أسئلة ترتكز في الغالب على مخاوف من منظور كلي، لذلك أعتقد أنّ هناك بعضا من عدم اليقين على المدى القصير ينعكس في سوق العملات المشفرة، كما نرى في بعض فئات الأصول الأخرى أيضًا".
وبحسب "بلومبيرغ"، فإنّ أحد أفضل مقاييس تراجع الاهتمام قد يكون تباطؤ الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة الأميركية المسموح لها بحيازة بيتكوين، والتي تمت الموافقة عليها من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصة في يناير/ كانون الثاني. وأشارت الوكالة إلى أن المستثمرين ضخوا حوالي 2.6 مليار دولار في صناديق بيتكوين في الربع الثاني، مقارنة بحوالي 13 مليار دولار تم ضخها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وفقًا للبيانات التي جمعتها كوين شيرز CoinShares، المتخصصة في إدارة الأصول الرقمية.
وقال ماثيو أونيل، المدير المشارك للأبحاث في شركة Financial Technology Partners، لـ"بلومبيرغ": "كان هناك الكثير من النشوة حول إصدار صناديق الاستثمار المتداولة، ثم حدث تصحيح طبيعي للأسعار بعد الارتفاع". وأكد أن صناديق الاستثمار المتداولة تلقت سيلاً من الاهتمام من المستثمرين المحترفين الذين أرادوا الاستثمار في بيتكوين ولكنهم كانوا يتطلعون فقط إلى شراء العملة المشفرة من خلال الوسائل المؤسسية. وأشار أيضاً إلى أن المستثمرين الذين لم يشتروا في صناديق الاستثمار المتداولة بعد ربما ينتظرون الدخول خلال الحركة الصعودية التالية لسعر بيتكوين.
ويرى بعض المحللين أنّ التراجعات الكبيرة في سعر بيتكوين يمكن أن ينتهي بها الأمر بأن تكون الشرارة التي تشعل موجة جديدة من الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة. وفي مقابلة جديدة لبودكاست What Bitcoin Did، قال المحلل باسم مستعار Checkmate إنّ البيانات تشير إلى أن بيتكوين شهدت انخفاضًا كبيرًا بسبب ضغوط في جانب البيع منذ شهر إبريل/ نيسان، عندما فضل المستثمرون جني بعض الأرباح، وقاموا بتفريغ ممتلكاتهم بالقرب من أعلى مستويات أسعار تم تسجيلها على الإطلاق. وأضاف المحلل "لا تزال بيتكوين تواجه مشكلة في الحفاظ على اتجاهها الصعودي بسبب غياب الطلب الجديد".
وقال: "ما رأيناه في ذروة شراء صناديق الاستثمار المتداولة، وكان حوالي 30% منها موجه لصندوق GBTC، اختفى، حيث رأينا الكثير من المستثمرين يبيعون تلك الذروة، وفي نفس الوقت تراجع الطلب على شراء الصناديق. ولهذا السبب يجب أن نكون واعين للغاية: فمن الناحية النظرية، سنكون قادرين على الارتفاع بشكل أسهل بكثير لأن ضغوط البيع ستكون أقل.