الصحّة الذهنيّة بين الإيمان والإلحاد

27 ابريل 2015
متصوف أفغاني (فرانس برس)
+ الخط -
يصل كثير من الأبحاث النفسية إلى نتيجة تفيد بأنّ الإيمان مفيد لصحة الفرد الذهنية. وتربط الأبحاث ذلك بعاملين، أولهما الدعم الاجتماعي الذي يتلقاه المؤمن من انتمائه إلى جماعة. وثانيهما أنّ إيمان الفرد بأنّ هنالك قوة أكبر ترعاه يقلّص من الأعباء عليه.
ومع ذلك، يعرض موقع "باسيفيك ستاندرد" دراسة جديدة تتحدى تلك الاعتقادات المعهودة. فمن خلال تحليل أجوبة عيّنة كبيرة ومتنوعة من المشاركين، تجد الدراسة أنّ "الملحدين والمتدينين على حدّ سواء، لديهم المستويات نفسها من الصحة الذهنية".

الدراسة من إعداد الباحث جون تي مور، من هيئة الشؤون الصحية للمحاربين القدامى في بالو ـ كاليفورنيا، والباحث مارك لينش، من جامعة لويزفيل. وقد نشرت في "مجلة علم نفس الدين والروحانيات" الأميركية. وفيها يقولان إنّ ضعف الصحة الذهنية للملحدين، المتعارف عليه في بعض الأوساط، ما هو إلاّ تهويل لا مبرر له.

اعتمد الباحثان منتديات عبر الإنترنت من أجل استطلاع أكبر عدد من المشاركين. وتكونت العينة من 4667 مشاركاً، بمتوسط عمر صغير نسبياً وصل إلى 27 عاماً. ووصلت نسبة الملحدين إلى 37 في المئة، واللاأدريين إلى 19 في المئة، والمسيحيين إلى 11 في المئة، والمؤمنين من دون ذكر أديانهم إلى 10 في المئة، والبوذيين إلى 3 في المئة، واليهود إلى 1 في المئة، بالإضافة إلى أتباع ديانات أخرى.
وقد ملأ جميع هؤلاء استمارات لقياس أهمية الدين في حياتهم، ومستوى العقيدة الوجودية لديهم. والأخيرة تم تحديدها من خلال سبعة مستويات، تمتد من "لا شكّ أبداً أنّ الله موجود"، وصولاً إلى "لا شكّ أبداً بعدم وجود الله"، وفي الوسط كان مستوى "وجود الله أو عدم وجوده أمر غير معلوم".
وترافق الاستطلاع الديني مع ثلاثة استطلاعات أخرى تتعلق بالصحة الذهنية للمشاركين، ومن ذلك الرضى عن الحياة، والامتنان، والقدرة على السعي من أجل تحقيق الأهداف، وكذلك مدى رضى المشاركين عن نظام الدعم الاجتماعي الذي يشكلون جزءاً منه.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج مهمة، ومنها أنّ "أولئك الذين يؤمنون إيماناً مطلقاً بوجود الله، هم كمن لا يؤمنون أبداً بوجود الله، لديهم مستويات مماثلة من الصحة الذهنية". ومع ذلك، يظهر أنّ المؤمنين أكثر امتناناً في حياتهم من الملحدين.
أما المفاجأة الأكبر للدراسة، فقد كانت في نتائج اللاأدريين، الذين أظهروا صحة ذهنية أعلى مستوى من المتدينين والملحدين على حدّ سواء.
(إعداد: عصام سحمراني)
المساهمون