إسرائيل تهدد بهدم مدرسة وحيدة في قرية فلسطينية

الأناضول

avata
الأناضول
10 ديسمبر 2015
11F6CA65-E850-435B-9324-8FCE5E0232C0
+ الخط -
لا يبدو هنا بين عشرات البيوت الفلسطينية المكونة من الصفيح، في أسفل ما يعرف بطريق المعرجات الواصلة بين مدينة رام الله (وسط)، ومدينة أريحا (شرق) في الصفة الغربية، ما يشير إلى وجود مدرسة.

إلا أن عددًا من البيوت المتنقلة الحديدية التي تضم 65 طالبًا وطالبة، يطلق عليها سكان المنطقة اسم مدرسة "عرب الكعابنة"، وهي المدرسة الوحيدة التي يقصدها هؤلاء الطلبة، لتلقي تعليمهم حتى الصف التاسع الأساسي.

ويبدو أن هؤلاء الطلبة سيفقدون حقهم في التعليم، بعد أن أخطرت السلطات الإسرائيلية المدرسة التي تكتسب اسمها من اسم سكان المنطقة، بالهدم، بالإضافة إلى إخطار روضة أخرى أيضًا في ذات الموقع، في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، "بدعوى البناء دون ترخيص".

وقال مدير مدرسة "عرب الكعابنة"، محمود العجرمي، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي أخطرت المدرسة بالهدم، بحجة البناء بدون ترخيص في مناطق مصنفة (ج) بحسب اتفاق أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل في عام 1993.

ويضيف: "كانت السلطات الإسرائيلية قد أخطرت المدرسة مرات عديدة بالهدم (...) هم يريدون ترحيل السكان من هذه المناطق، لصالح البناء الاستيطاني، والمزارع الإسرائيلية القائمة في المنطقة".

وعرب الكعابنة، هم سكان بدو، يسكنون الأغوار قبل الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، ويتخذون من بيوت الشعر (الخيام) مسكنا لهم، ثم تحولوا إلى السكن في بيوت من الصفيح.

وكان هؤلاء الفلسطينيون قد شيدوا المدرسة في عام 1968، وكانت عبارة عن خيمة حتى عام 1987، ثم تم تشييد أول غرفة صفّية من الصفيح، إلى أن أصبحت اليوم عبارة عن مجموعة من "الكرفانات" الحديدية.

وبالقرب من المدرسة خزانات مياه ضخمة تسيطر عليها السلطات الإسرائيلية، يُمنع على الفلسطينيين استخدامها، حسب العجرمي الذي يقول: "لا تبعد المياه عن المدرسة إلا أمتارا معدودة، لكنهم يمنعوننا منها".

ويبيّن العجرمي، أن الهيئة التدريسية والأهالي يصرّون على البقاء في المدرسة، وتقديم التعليم للطلبة، في حال تم هدمها. ويشير الرجل بيده إلى بعض الأشجار في ساحة المدرسة، ويقول:" انظر تم إخطارنا أيضًا باقتلاع هذه الاشجار، لا يريدون أي مظهر للحياة هنا".

والوصول إلى مدرسة "عرب الكعابنة"، يمر عبر طريق ترابية وعرة، تتناثر حولها بيوت من الصفيح، لسكان بدو، يعتاشون على تربية المواشي (الماعز)، ويتّخذون من جبال الأغوار مراعيَ لها.

ويسكن في الأغوار الفلسطينية نحو 10 آلاف فلسطيني في بيوت من الصفيح والخيام، وتمنعهم إسرائيل من تشييد المنازل من الإسمنت والحجارة.

وتنظر إسرائيل إلى هذه المنطقة كمحمية أمنية واقتصادية، وتردد دوما أنها تريد أن تحتفظ بالوجود الأمني فيها ضمن أي حل مع الفلسطينيين، لكن الفلسطينيين يقولون إنهم لن يبنوا دولتهم من دون الأغوار.

في وقت الاستراحة أو "الفسحة" كما يسمّيه البعض، يتسابق الطلبة للهو على أراجيح وألعاب بسيطة، غير مؤهلة في ساحة المدرسة، ويقولون إنهم "يحلمون بواقع ومستقبل أجمل، ويخشون هدم مدرستهم وهدم أحلامهم".

مدرسة بدو الكعابنة الفلسطينية المهددة بالهدم (الأناضول) 



اقرأ أيضا:الجامعة العربية تدعم "أونروا" تلبية لاحتياجات اللاجئين الفلسطينيين

ذات صلة

الصورة
جنود الاحتلال قرب مقر أونروا في غزة بعد إخلائه، 8 فبراير 2024 (فرانس برس)

سياسة

أقر الكنيست الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، تشريعاً يحظر عمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) داخل الأراضي المحتلة.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة
عماد أبو طعيمة لاعب فلسطيني استشهد في غزة 15/10/2024 (إكس)

رياضة

استشهد لاعب نادي اتحاد خانيونس، عماد أبو طعيمة (21 عاماً)، أفضل لاعب فلسطيني شاب في بطولة فلسطين للشباب 2022، وذلك في قصف إسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.

المساهمون