استمع إلى الملخص
- بشار الشوبكي، نجم منتخب فلسطين الأولمبي، اضطر للعمل في مقصف مدرسي بسبب توقف الدوري، وتأثر نفسيًا بالضغوط العائلية، قبل أن ينتقل للاحتراف في نادي خليج سرت الليبي.
- الدوري الليبي أصبح وجهة مفضلة للاعبين الفلسطينيين بفضل اعتبارهم لاعبين محليين، حيث تعاقدت الأندية الليبية مع حوالي 35 لاعبًا فلسطينيًا، مما ساعدهم في الاستمرار بممارسة اللعبة.
أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم الأولى، نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023.
ويتقاضى نحو 1500 لاعب في فلسطين راتباً ثابتاً، في دوري المحترفين الفلسطيني لكرة القدم، ودوري المحترفين الجزئي (الأولى)، المقامين على أراضي الضفة الغربية، وفي دوري الدرجة الممتازة، ودوري الدرجة الأولى في قطاع غزة، بينما يدفع عدد من الأندية في دوري الدرجة الثانية، أو الثالثة في الضفة الغربية مكافآت مادية للاعبيها، لكن ذلك كله توقف بعد حرب الإبادة التي شنّتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023. واضطر عددٌ من لاعبي كرة القدم الفلسطينية لاعتزال اللعبة، أو البحث عن العمل في مجالات أخرى، فيما اختار العشرات باب الاحتراف من أجل الاستمرار بممارسة لعبة كرة القدم، إلى جانب رحيل أكثر من 310 منهم شهداء، حسب بيانات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم.
وأكد نجم منتخب فلسطين الأولمبي، بشار الشوبكي، في حوار مع "العربي الجديد"، أنه فكر في اعتزال اللعبة، وأنه يعمل في أحد "المقاصف المدرسية" من أجل التغلب على الانقطاع الاضطراري للعائد المادي الذي كان يتقاضاه من ممارسة لعبة كرة القدم مع فريق محترف، كأحد أبرز الآثار، التي تركها التوقف الأول للمنافسات الكروية، على اللاعبين في فلسطين منذ موسم 2008-2009.
وأضاف مدافع نادي مؤسسة شباب البيرة الفلسطيني سابقاً، ولاعب نادي خليج سرت الليبي حالياً: "الدوري الفلسطيني توقف في المرحلة الرابعة، فلم نلعب مباراتنا الخامسة في الدوري، ومنذ ذلك الوقت، أي السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في الموسم الماضي، لم تُعد عجلة الدوري للدوران، فحاولت خلال الفترة الأولى أن أمارس الرياضة الذاتية في المنزل، ثم في الصالة الرياضية". وأوضح الشوبكي في حواره مع "العربي الجديد": "تأثرت نفسياً بسبب التوقف، إذ لم أعد أخرج من المنزل، وتعرضت لضغوط من العائلة، من أجل الحصول على أي عائد مادي يساعدني في مصاريف الحياة. عملت لفترة في مقصف مدرسي مع أحد الأصدقاء، وعملت كذلك مدرباً في إحدى الأكاديميات الرياضية".
واحترف عددٌ من اللاعبين الفلسطينيين في دوريات عربية أو عالمية مختلفة، بأجور أكثر أو أقل من التي كانوا يتقاضونها، لكن عدداً منهم أوضح في حديث سابق مع "العربي الجديد" أن خيارهم كان سليماً، إذ اختاروا "فرصة اللعبة على فرصة الجلوس في المنزل". وأصبح الدوري الليبي وجهةً واضحةً للاعبين الفلسطينيين، حيث تعاقدت الأندية الليبية في الدرجتين الممتازة والأولى، مع حوالي 35 لاعباً فلسطينياً في الموسم الماضي، قبل أن تتكرر التجربة مع انطلاقة هذا الموسم، مستفيدةً من قانون اعتبار اللاعب الفلسطيني لاعباً محلياً في الملاعب الليبية، والذي أصدره الاتحاد الليبي لكرة القدم انطلاقاً من منتصف الموسم الماضي.
وأكد الشوبكي، الذي خاض عدداً من المباريات بقميص منتخب فلسطين للمحليين: "بحثت عن عروض مناسبة بعد جلوسي في المنزل لمدة أربعة أشهر تقريباً، وأتاني عرض نادي خليج سرت الليبي، فانتقلت إليه وتمكنت من مساعدة الفريق في تحقيق هدف الصعود إلى دوري الدرجة الممتازة. أشكر الاتحاد الليبي على فتحه باب الاحتراف في وجه اللاعب الفلسطيني، لأن قراره باعتبار اللاعب الفلسطيني لاعباً محلياً، ساهم في استمرارنا بممارسة اللعبة، وفي حصولنا على فرص جيدة".
ووصف اللاعب الذي بات قريباً من تجديد عقده مع نادي خليج سرت، تجربته وتجربة زملائه اللاعبين في الجلوس دون ممارسة لعبة كرة القدم بالفترة الصعبة، مستشهداً بحالة صديقه، وزميله في نادي مؤسسة البيرة سابقاً، أحمد أبو خديجة، لاعب منتخب فلسطين، الذي اعتقلته قوات الاحتلال مطلع مارس/ آذار من العام الماضي، مضيفاً: "أبو خديجة كان قريباً مني بشكل كبير، وهو أحد أبرز لاعبي فلسطين، ولكن أين هو حالياً؟ هو في سجون الاحتلال. في يوم من الأيام لا تعرف إن كنت سوف تستشهد، أو تؤسر، ومن ثم فإن اللاعب الفلسطيني يمكن أن يعتزل في أي وقت".