"عكاظ" تُزوّر مقالة بـ"نيويورك تايمز" لتبييض صورة بن سلمان

18 ديسمبر 2018
ليست المرة الأولى (Getty)
+ الخط -
زوّرت صحيفة "عكاظ" السعودية مقالةً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة، في محاولةٍ جديدة منها لتبييض صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها وسيلة إعلامية سعودية بتزوير الحقائق أو نشر أخبارٍ كاذبة في محاولةٍ منها للحديث عن تأييد شعبي لبن سلمان. وقامت "عكاظ" و"العربية" وغيرها من وسائل الإعلام السعودية بنشر خبرٍ عن تزيين الأهرامات في مصر بعلم السعودية، أواخر الشهر الماضي، وهو خبر عارٍ من الصحة

وتحت عنوان "صحافي أميركي بعد زيارته لـ(الدرعية): السعوديون مسرورون بولي العهد والتأييد الشعبي له حقيقي"، نشر ياسين أحمد خبراً في "عكاظ"، الأحد، قال فيه إنّ الصحافي الأميركي نيك كريستوف نشر مقالاً في "نيويورك تايمز" قال فيه إنّه "فوجئ" بردّ الفعل الذي لاقاه إثر سؤاله عن بن سلمان، ووجد أنّ هناك تأييداً شعبياً حقيقياً له. وقالت "عكاظ" إنّ الصحافي فوجئ بحصوله على تأشيرة الدخول لكنه شعر بالأمان في الرياض.


وبعض ما أوردته "عكاظ" صحيح، لكنّه محرّف. إذ إنّ كاتب المقال لم يقرأ مقالة كريستوف كاملةً، بل اختار منها عدداً من الأسطر لتحويلها إلى مديح لبن سلمان.

والحقيقة أنّ كريستوف عنون مقالة الرأي الخاصة به، الأحد، بـ"فـ... لقد سألتُ الناس في السعودية عن رأيهم بولي العهد القاتل المجنون". وكتب كريستوف في مقالته إنّه استغرب حصوله على فيزا للسعودية نتيجة انتقاداته اللاذعة لـ"الأمير المجنون"، مشيراً إلى أنّه كان عائداً من بعثة أممية إلى اليمن، لكنّه لاحظ أنّ أصدقاءه كانوا خائفين على سلامته في الرياض أكثر من خوفهم عليه في اليمن.

وأضاف الكاتب أنّه سأل السعوديين عن رأيهم في بن سلمان، إلا أنّ ذلك جعل الجوّ متوتراً، إذ صمت معظم الذين سألهم لفترة قبل أن يتكلّموا. وقال "من الغريب أن تجد نفسك في دولة بوليسية تجري مقابلات مع أشخاص حول ميل قادتهم إلى تجويع الأطفال، أو تعذيب النساء أو إرباك النقاد. والنتيجة هي الابتسامات العصبية. وقفات طويلة في المحادثة".

وكتب "إنه لأمر محزن، لأنه في هذه الزيارة، وجدت السعودية تتغير حقاً تحت وصاية ولي العهد محمد بن سلمان. تشعر بديناميكية على أرض الواقع في الرياض، ويشعر الشبان السعوديون بسعادة غامرة لأن البلاد لديها في النهاية زعيم جريء في محاولة تحديث الاقتصاد".

وأضاف "في الواقع، لقد شعرت بأمان معقول في المملكة العربية السعودية. كان المسؤولون محترمون ومهذبون حتى عندما كنت صريحاً بشكل مؤلم. لكن الناس بدوا أكثر خوفاً من التحدث إلى صحافي عن ذي قبل".

وكتب كريستوف أيضاً "من الصعب الحكم على الرأي العام في أي دولة بوليسية يتم فيها مراقبة الصحافيين عن كثب. لكن تخميني هو أن الدعم هنا للأمير حقيقي. يُشار إليه أحياناً بـMBS، اختصاراً لحروف اسمه، لكني أشير إليه كـMBS، بعد تقطيع جمال خاشقجي اختصاراً لـMr. Bone Saw (السيد منشار العظام)".


وتحدث الصحافي في مقالته عن علاقة السعودية وأميركا وعن دونالد ترامب وجاريد كوشنر، قبل أن يختمها بالدعوة لوقف بيع الأسلحة للسعودية إلى حين وقفها للحرب في اليمن، "لأن تلك الحرب جعلتنا شركاء في مجاعة جماعية".

وأعرب كريستوف عن استغرابه من تصرف "عكاظ"، فكتب على "تويتر"، أمس الإثنين: "مذهل ما كتبته صحيفة عكاظ عن مقالتي من الرياض. تبدو وكأني كتبت قصيدة للسعودية، مقارنةً بالمقالة اللادغة التي كتبتها عن الأمير المجنون والقاتل".

يُذكر هنا أنّ كريستوف من أبرز الصحافيين الذين ينتقدون الحرب في اليمن ويدعون لإيقافها، كما ينشر صور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في اليمن، في محاولةٍ منه لإيصال صورة الظلم الذي يعانيه أطفال اليمن. وبدأ كريستوف معركةً مع موقع "فيسبوك" بسبب حذفه صورة طفلة يمنية تعاني من المجاعة، قبل أن يُعيد فيسبوك نشر الصور المحذوفة.
المساهمون