جمال خاشقجي

لم يعد للثورة السورية أي مقعد لا في مفاوضات سلام ولا مدافعة ميدان، وتحوّلت إلى بطاقة هزيلة تتقاذفها الأطراف، وإنما المدار الإنساني هنا هو أمل النجاح لمخرج غوثٍ للمعذّبين في الأرض، ثم العودة، بعد الدرس المروّع، إلى قصة الطريق الأخير للحرية السورية.

تعمل الرياض من مدة على تعديل سياساتها الخارجية فيما يخص عدد من المسائل، لكن تظل هذه التعديلات جزئية ومحدودة الأثر، ما لم تلحق ذلك مراجعة جدّية لملفين أساسيين، هما ملف الثورات العربية أولا، والإسلام السياسي ثانيا.

في خطوة يمكن أن تغيّر وجه الشرق الأوسط بأسره، وقعت الرياض وطهران اتفاقاً بينهما، ما اعتبره الجميع مفاجئاً، وما طرح أسئلة كثيرة عن أسباب هذا الاتفاق ودوافعه وآثاره على المنطقة.

في مصر اتحاد للكتاب واتحاد للناشرين ووزارة ثقافة ووزارة خارجية، وهناك ناشر مصري، اسمه أحمد ضيوف، مخطوف ومعتقل في السعودية وسط صمت عاجز وعجز صامت وضمير أخرس لا يقوى على إصدار بيان أو تنظيم وقفة للمطالبة بحرية وكرامة مثقف شاب.

شهد لمحمد أبو الغيط، الصحافي والكاتب وصاحب الموقف الشريف والإنسان، كل من عرفه، أو عمل معه، أو تابع كتاباته وتحقيقاته وتعلم منها، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، حتى من اختلفوا معه جذريا وأيدوا، على بياض (أو سواد)، ومن دون شرط، نظام عبد الفتاح السيسي.

التحوّل المرتقب بين تركيا والنظام في سورية، رغم أنه الأكبر بالنظر إلى المواقف التي اتخذها الرئيس التركي أردوغان من بشار الأسد منذ بداية الثورة السورية، إلا أنه ليس الأول بالنسبة إليه، فقد سبقه تقارب مع السعودية والإمارات.