"صفر نفايات" صعود محلات البقالة النظيفة

يزداد عدد محلات البقالة حول العالم، التي تبيع المواد الغذائية من دون تغليف، في محاولة واعدة لتقليص استخدام البلاستيك مع ما فيه من أضرار على البيئة، بحسب تقرير لموقع مؤسسة "سميثسونيان" البحثية.

يشير التقرير إلى أنّ النفايات الناشئة عن تغليف البضائع بمختلف أنواعها تعتبر مشكلة عالمية. وفي الولايات المتحدة الأميركية، يشكّل التغليف، ومعظمه مخصص للمنتجات الغذائية، أكثر من ربع نفايات البلاد.

أطنان من المواد البلاستيكية تزيد العبء على المحيطات سنوياً، ما يخنق الحياة البحرية، ويصنع جزراً هائلة من النفايات في العديد من الأماكن. يمتد التلوث بالبلاستيك إلى مياه الشرب التي تصل إلى المنازل حتى. وبات من الصعب إعادة تدوير العبوات البلاستيكية منذ عام 2018، عندما توقفت الصين، التي استولت على نحو نصف سوق البضائع القابلة لإعادة التدوير في العالم، عن قبول كثير من شحنات النفايات من دول أخرى.

هكذا، بات خيار "ليف زيرو" المرتبط بالتخلي عن البلاستيك، جزءاً من حركة متنامية في محلات البقالة، والمتاجر الكبرى، لاستهلاك مواد خالية من النفايات غير العضوية، وإنهاء التغليف البلاستيكي تماماً. وقد بدأ هذا المفهوم في أوروبا منذ أكثر من عقد، وانتشر منذ ذلك الحين على مستوى العالم. فمن بروكلين الأميركية إلى جزيرة صقلية الإيطالية مروراً بماليزيا وصولاً إلى جنوب أفريقيا، هناك العديد من المتاجر التي باتت تؤمن بهذا الاتجاه وتطبقه، مع اعتياد زبائنها ذلك.

يقول رافاييل دي ري، مؤسس شركة "إدغار"، وهي شركة "صفر نفايات" في هونغ كونغ، إنّ المستهلكين يدركون بشكل متزايد الأضرار الناجمة عن البلاستيك على البيئة. يقول إنّ عام 2018 كان "عام القشة" في إشارة إلى الحملة ضد قشة المص البلاستيكية، والتي تعهدت شركات عديدة من مطاعم ومقاهٍ بالحدّ منها وصولاً إلى التخلص منها تدريجياً.