طالب جامعي ومدوّن سوداني. يعرّف عن نفسه بالقول "شغوف بالنبش في سِيَر التاريخ وتنقيب مغارات العلم والأدب، كما يدفعني خُبْث الساسة أحياناً؛ للغوص في براثِن السياسة".
أتأمل منازل مدينتي المهجورة وأبنيتها الآيلة إلى السقوط، فأجدها بين صريع ما به حراك، ومصاب تهدمت أطرافه، وبين مَن لفحته نيران الحرب فاتشح بسواد الأدخنة...
إنّ صمود المقاومة في غزة يُقابَل على الدوام بصمت رهيب، وفي كلّ مرة تتعالى فيها موجات بسالتهم ودفاعهم المستميت عن فلسطين؛ تزداد أفواه ولاتنا وحكّامنا المكمّمة برباط الجُبْن، وبدوره يزداد صمتنا ونغرق في حيرتنا أكثر فأكثر.
يُعَد غسّان كنفاني أحد الكتاب الذين تركوا بصمة واضحة في الأدب العربي المعاصر، وبمجرد ذكر اسمه يتراءى لك حجم النضال الذي بذله من أجل فلسطين، ففي روايته "عائد إلى حيفا"
منذ أكثر من عقد رحل عنّا الشاعر السوداني الكبير محمد الحسن سالم حِمّيد. شاعر ما زالت الذاكرة تضجّ بسيرته، والشوارع تصدح بأشعاره، والمواكب تعلو هتافاً بكلماته... كيف لا وقد أمضى عمره مناكفاً للأنظمة السُّلطوية، وظهر مؤيداً للحق في جميع المناسبات؟
في رواية "مزرعة الحيوان" للكاتب جورج أورويل، كان الحمار بنيامين من أكثر الحيوانات غرابة في التعاطي مع الأحداث الصادمة للثورة، إذ اختار أن لا يُحرّك ساكناً تجاه ما يسمع ويرى؛ مع أنه كان يرى كلّ شيء واضحاً وضوح الشمس. من يكون بنيامين في واقعنا؟
سجلت حرب السودان منذ اندلاعها وحتى الآن رقماً قياسيا في عدد الهدن التي عقدت بهدف وقف إطلاق النار وفتح مسارات آمنة للحالات الإنسانية. وإن كان يرجى من هذه الهدن نفع للمواطن المكلوم، ولو بالشيء اليسير، إلا أن كثرتها تعني أنّ هذه الحرب هزيلة ويصعب حسمها.