باحث وكاتب فلسطيني مقيم في باريس. من مؤسسي الحركة العربية لحقوق الإنسان. يحمل دكتوراه الدولة في علم الاجتماع من جامعة باريس. نشر مقالات ودراسات بالعربية والفرنسية. من مؤلفاته بالعربية: العطب والدلالة. في الثقافة والانسداد الديمقراطي. بيان ضد الأبارتايد.
تقول منظمة العفو الدولية أنها فحصت الطريقةَ التي تمارس بها إسرائيل سيطرتها على الشعب الفلسطيني؛ كما فحصت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من شأنها أن تشكّل الجريمة ضد الإنسانية، المتمثلة في الفصل العنصري، إذا ما ارتُكبت بقصد إدامة نظامٍ كهذا من القمع.
أصابت "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" حين أوضحت، أنها "لا تدعو إلى مقاطعة معهد العالم العربي، بل تدعو إلى إفشال النشاط "التطبيعي"، وللضغط على إدارة المعهد كي تتراجع عن كل نشاط تطبيعي مع نظام الأبارتهايد في المستقبل.
تتكشّف "حكاية" التطبيع عن أنّ علاقةَ العرب بفلسطين ملتبسة؛ لأنّها مبنية على المُضْمر الذي لا يُباحُ به، وعلى المسافة القائمة التي لا تنفك تتّسع بين القول والفعل، بين السياسة والممارسة، السياسة المحكية التي "يُحللها"، وبالأصح يرطنُ بها "الخبراء".
يستنطق صقر أبو فخر في حواره مع المناضل الفلسطيني في حركة فتح، محمد أبو ميزر (أبو حاتم)، ذاكرته الثرية لتصنيف الأحداث، مستفيداً من تجربته وخبرته الواسعتين في زمن تشكلت فيه الهويات والأحزاب. تطل المقالة التالية على الكتاب الذي ضم الحوار.
أثبت كوفيد 19 أنه فيروس مُراوغ كثيرُ التفلّت، فبعد أن استقر في يقيننا أن كمّاماتنا وتباعدنا وانحباسنا ألغت مفاعيله، وأن تعليمات حكوماتنا التي تستأنس برأي العلماء جعلت منه داجناً لا يقوى على اختراق دفاعاتنا؛ ها هو يعود ينصُبُ تحديَه المهينَ.
ما عاد ممكناً وصف حكاية الفلسطيني في لبنان أنها عصية على التصديق؛ ذلك أنها تحدُث وتتكرر من غير توقف، وبذرائع أتفه من أن تكون مقنعة. وأنها، اليوم، بحجة كورونا والإجراءات الإحترازية المتصله به، ما عادت تحرص على إخفاء هويتها العنصرية المقززة.
قضايا الأقليات هي أولاً مشكلة الاجتماع الكلي المتمثل في بنية الدولة الحديثة. والأقلية لا تبرز، أقلية وهوية سياسية، مغايرة بالضرورة، إلا حين تنسدّ آفاق الاجتماع، فحين تستوطنُ الأزمةُ المشاعر، تَبرزُ الهوّيات الصغرى من بين الشقوق.
الدولة الاجتماعية هي مُنسِّق الحركة وضابط التوازنات بين المصالح المتناقضة للجماعات وتعاضداتها. بيد أنَّ الدولة الاجتماعية لا تستطيع أن تفترض في نفسها شرعيةَ ضمانِ التوازنات العامة، إن لم تكُن كينونةً متعاليةً على الجماعة التي يتشكل جسدها منها.
الثابت في لبنان الرّسمي بخصوص الفلسطيني اللاجئ هي سياسة إنتاج بؤسه، ودفعه إلى التيقن من عدم جدوى الإقامة في لبنان، وبوجوب مغادرته. وقد نجحت هذه السياسة في "تطفيش" معظم الفلسطينيين إلى قارّات العالم وأصقاعه.
أكبر إنجازات كورونا أنه فتح الأعينَ على أن الدولة المدعوّة ليبراليةً متوحشةٌ بالفعل؛ وأنه فرض على حكومات متغطرسةٍ أن تعترف بأهمية دور الدولة في صون المجتمع وفي حمايته من التفكك.