وقف الأستاذ وتوجّه إلى الحاضرين بكلمة مقتضبة شكرهم فيها على روح التضامن التي أظهروها بهذه المناسبة الحزينة. لم تكن السيارة قد غابت عن الأنظار، لوّح رئيس البلدية بيده إشارة بذيئة، بينما عضّ المختار على شفته السفلى وغمغم بغيظ: يلعن أبوك.
وهكذا أيها الطفل الذي شاب فجأة: سكن هدير "الخابور" وتحول إلى شعاب طينية ثم ترابية مشققة، وبقيت الناس تسير فوق جسوره الفاصلة بين الشمال والجنوب بحكم العادة لا بحكم الحاجة. هكذا أيها الطفل الذي نبت فجأة في هذا المكان.
طقوس التصوير في ما مضى كانت معقدة وأشبه بطقوس الذهاب إلى حفلة عرس، أما اليوم فشأن فردي يختار فيه الشخص طريقة وزاوية تصويره لنفسه، ثم تعديل ما يشاء منها توازياً مع حقه في التصرّف بكل ما يمسّه دون تدخّل اﻵخرين.
كان في مدينة " عامودا " شخص يدعى "إسماعيل فيتو" ذاع صيته في تلك الأنحاء كرجل لا يمكن التغلب عليه في قتال الشوارع. وعلى كثرة مشاكله لم يهزم في حياته وكان مشفى عامودا الوطني الممتلئ بخصومه شاهداً على ذلك.
تشترك الكلمة والصورة في ممارسة الخداع، فالصورة كائن مسطّح ميت يوحي للعين بحضور الأبعاد والمسافات كما يوحي بالأحاسيس، أما الكلمة المكتوبة فمخادِعة ﻷنها قد لا توصل المعنى ذاته الذي تحمله ناهيك عن افتراق الخيالات التي ترسمها في دماغي الكاتب والقارئ.
كما يخرج كل شيء عن مساره بتقادم اﻷزمان، خرج عيد النوروز عن حاله منذ سنوات طويلة حين اختطفه الساسة والمتحزّبون وحوّلوه إلى ما يشبه اجتماعاً حزبياً صاخباً في الهواء الطلق تشهد على ذلك برامج الاحتفال البائسة لدرجة التفاهة والاستغباء.
يرى الكواكبي أن المستبد يقيم التمجّد الزائف محل المجد الحقيقي، يستوزر أسافل الناس ويُقصي خدام اﻷمة من الأباة المخلصين ليخلص إلى شروط إنهاء الاستبداد: شعور كل اﻷمة أو جلها بالاستبداد وشروره، ثم مقاومة هذا الاستبداد باللين والتدرّج، فإعداد البديل الجديد.
أقصر خلاف لي مع زوجتي يدوم يوما وليلة، ويكفيني لقراءة كتاب وكتابة مقالة وهو إنجاز لا يجب الاستهانة به خلال تلك الهدنة المتاحة على قصرها. أما حين يدوم الخلاف ويستطيل أياماً فقد أتمكن من قراءة "الحرب والسلم" للمرحوم تولستوي.