بوريس يلتسين

تذكّر وفاة وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، مادلين أولبرايت، الأربعاء الماضي، لا بدّ، بالجهد الريادي والشديد الأهمية التي أدّته هذه المرأة في الدفع بتوسّع الحلف شرقا، لمّا عملت على انضمام بولندا والمجر وتشيكيا إلى الحلف، في  1997.

ستكون تداعيات الأزمة الأوكرانية كبيرة وقوية، ففي روسيا من المرجح أن تنشط الحركة المعارضة لبوتين. في جميع الأحوال تظلّ الحروب، بكلّ أنواعها، بشعة قاسية، تدمّر الاجتماع والعمران وتحطّم الإنسان، وتبقى الدبلوماسية العقلانية أفضل الوسائل لحلّ النزاعات.

ساق الرئيس الروسي، بوتين، حجته لاجتياح أوكرانيا بأنها من أجل تطهير الحكم ممن أسماهم، في خطابه عشية الغزو، "النازيين الجدد ومدمني المخدرات". وفي أوروبا، تبنّت تنظيمات يمينية عديدة، قومية وعنصرية ويسارية متطرفة، هذه الكذبة وهلّلت للغزو الروسي.

مشكلات توسع حلف الناتو شرقًا، أو الانفصاليين في شرق أوكرانيا، أو غيرها من العناوين هي (على الأرجح) قشرة تخفي بنية سياسية روسية، اعتنق الرئيس بوتين ثوابتها منذ سنوات بعيدة، ويمكن وصفها بأنها حلم الرئيس السوفياتي يوري أندروبوف (خليفة بريجينيف) المجهض.

أشعلت مضاعفة أسعار الغاز شرارة احتجاجات شعبية في كازاخستان، بينما تكمن الأسباب العميقة في وراثة دولة كازاخستان النظام السياسي السابق في العهد السوفييتي ونسقه في الحكم، مع الاحتفاظ بأبرز رجالاته الذين أسسوا حزب "نور الوطن" وريثا للحزب الشيوعي.

يؤكّد الإعلام الغربي قرب اجتياح أوكرانيا، مع تأكيد الرئيس الأميركي بايدن أنه لن يدفع بجيش بلاده إليها. وجّه الرئيس الروسي بوتين ضربات أولى سابقاً، وانتصر فيها، لكن غزو أوكرانيا قد يشكل آخر "ضربة أولى" له، بعد نحو 32 عاماً على مغادرته ألمانيا الشرقية.